كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)
الوضوء فقط؛ لأنه رُوي "أنَّه عليه السلام كان يقول -إذا سال الوادي: "اخرجوا بنا إلى الذي جعله الله طهرًا (¬١)، فنتطهر به" (¬٢). (ويقول: اللهمَّ صيَبًا نافعًا)، لقول عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى المطرَ قال: "اللهمَّ صيبًا نافعًا". رواه أَحْمد، والبخاري (¬٣)، وعبارة "الآداب الكبرى" (¬٤) بالسين، قال: السيب: العطاء، وهو بفتح السين المهملة وبالياء المثناة تحت.
(وإذا زادت المياه لكثرة المطر، فخيف منها، استحب أن يقول: اللهمَّ حوالينا ولا علينا)، أي: أنزله حوالي المدينة مواضع النبات، ولا علينا في المدينة، ولا في غيرها من المباني. (اللهمَّ على الظراب)، أي: الروابي الصغار، جمع ظرب -بكسر الراء- ذكره الجوهري (¬٥). (والآكام) -بفتح الهمزة تليها مَدّة، على وزن آصال، وبكسر الهمزة بغير مدّ، على وزن جبال- فالأول: جمع أُكُم كَكُتُب، وأُكْم جمع إكَام، كجبال. وآكام جمع أَكَم، كجبل. وأكَم، واحده أَكَمَة، فهو مفرد جمع أربع مرات. قال عياض (¬٦): هو ما غلظ من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلًا، وكان أكثر ارتفاعًا مما حوله، كالتلول ونحوها. وقال مالك (¬٧): هي الجبال الصغار. وقال الخليل (¬٨): هي
---------------
(¬١) في "ذ": "طهورًا" وهو الموافق للرواية.
(¬٢) رواه الشافعي في الأم (١/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، والبيهقي (٣/ ٣٥٩). وقال: هذا منقطع.
وضعفه النووي في المجموع (٥/ ٨٥)، وفي الخلاصة (٢/ ٨٨٤).
(¬٣) أَحْمد (٦/ ٤١، ١٩٠، ٢٢٣)، والبخاري في الاستسقاء، باب ٢٣، حديث ١٠٣٣.
(¬٤) (٣/ ٤٤٥) طبعة النَّار، وفيها: والصيب -بالصاد- وقد جاء ما ذكره المؤلف في طبعة مؤسسة الرسالة (٣/ ٤٢١)، وفي طبعة دار الوفاء (٣/ ٣١٧).
(¬٥) الصحاح (١/ ١٧٤).
(¬٦) مشارق الأنوار (١/ ٣٠)، وإكمال المعلم (٣/ ٣٢٢).
(¬٧) المنتقى للباجي (١/ ٣٣٣)، ومشارق الأنوار (١/ ٣٠).
(¬٨) كتاب العين (٥/ ٤٢٠).