كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

رجعوا إلى ذلك قبل النوم أو لم يؤخروه إلى نصف الليل، لقول أنس: "لا ترجعونَ إلَاّ لخيرٍ ترجونَه" (¬١) وكان لا يرى به بأسًا، ولأنه خير وطاعة، فلم يكره كما لو أخروه إلى آخر الليل.
(ويستحب أن لا ينقص عن ختمة في التراويح) ليسمع الناس جميع القرآن (ولا) يستحب (أن يزيد) الإمام على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه، نقله في "الشَّرح" عن القاضي، وقال: قال أحمد (¬٢): يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخفف (¬٣) عليهم ولا يشق سيما في الليالي القصار انتهى (إلَّا أن يؤثروا) زيادة على ذلك.
(و) يستحب أن (يبتدئها) أي التراويح في (أول ليلة بسورة القلم) يعني اقرأ باسم ربك (بعد الفاتحة لأنها) أي أولها (أول ما نزل) من القرآن (فإذا سجد) للتلاوة (قام فقرأ من البقرة) نص عليه (¬٤)، والظاهر أنَّه قد بلغه في ذلك أثر.
(وعنه أنَّه يقرأ بها) أي بسورة القلم (في عشاء الآخرة) أي من الليلة الأولى من رمضان (قال الشيخ (¬٥): وهو أحسن ممَّا نقل عنه أنَّه يبتدئ بها التراويح.
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٩٩)، ولفظه: لا بأس به، إنما يرجعون إلى خير يرجونه، ويبرءون من شر يخافونه.
وقد كره التعقيب جماعة من السلف. انظر مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٣٩٩)، ومختصر قيام الليل للمقريزي ص/ ٢٤٥.
(¬٢) المغني (٢/ ٦٠٦).
(¬٣) في "ح" و "ذ": "ما يخف".
(¬٤) انظر طبقات الحنابلة (١/ ٩٦).
(¬٥) الاختيارات الفقهية ص/ ٩٧.

الصفحة 59