كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا ينبغي الكراهة؛ لأن جبريل كان يدارس النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - القرآن في رمضان (¬١) (وحكى الشيخ (¬٢) عن أكثر العلماء أنها) أي قراءة الإدارة (حسنة كالقراءة مجتمعين بصوت واحد) ولو اجتمع القوم لقراءة ودعاء وذكر، فعنه (¬٣): وأي شيء أحسن منه، كما قالت الأنصار (¬٤). وعنه (¬٥): لا بأس. وعنه (¬٦): محدث. ونقل ابن منصور: ما أكرهه إذا اجتمعوا على عمل، إلا أن يكثروا، قال ابن منصور: يعني يتخذوه عادة. وكرهه مالك (¬٧). قال في "الفنون": أبرأ إلى الله من جموع أهل وقتنا في المساجد والمشاهد ليالي يسمونها إحياء.
(وكره أحمد) والأصحاب (قراءة الألحان، وقال (¬٨): هي بدعة) لما
---------------
(¬١) تقدم تخريجه (٣/ ٦٢)، تعليق رقم ٣.
(¬٢) الاختيارات الفقهية ص/ ٩٨، وانظر مجموع الفتاوى (٣١/ ٥٠).
(¬٣) طبقات الحنابلة (١/ ٤١٧).
(¬٤) ذكر البخاري في أول كتاب الإيمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه قال: "اجلس بنا نؤمن ساعة"، وقال الحافظ في الفتح (١/ ٤٨): وصله أحمد وأبو بكر -أيضًا- بسند صحيح ... وفي رواية لهما: كان معاذ بن جبل يقول للرجل من إخوانه: أجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان، فيذكران الله تعالى، ويحمدانه.
وجاء بنحوه -أيضًا- عن أبي الدرداء، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما. انظر الزهد لابن المبارك ص/ ٤٩٠، ومصنف ابن أبي شيبة (١١/ ٤٣)، وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٣١).
(¬٥) طبقات الحنابلة (١/ ٤١٤).
(¬٦) طبقات الحنابلة (١/ ٢٥٥).
(¬٧) انظر البيان والتحصيل (١/ ٢٩٨)، والمعيار المعرب (١/ ١٥٥، ٨/ ٢٤٩)، وشرح الزرقاني على مختصر خليل (١/ ٢٧٥)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (١/ ٣٠٨).
(¬٨) طبقات الحنابلة (١/ ٥٧، ٦٤، ٧٤، ١٨٣، ٢٠٨، ٢٢٥، ٣٩٦)، والمنهج الأحمد للعليمي (١/ ٢٧٢، ٣١٥، ٢/ ٦٠)، والمغني (٢/ ٦١٣).

الصفحة 74