كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ (¬١) وفي رواية لمسلم: "حين يمضى ثلث الليل" وفي أخرى له: "إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه (¬٢). قال ابن حبان في "صحيحه": يحتمل أن يكون النزول في بعض الليالي هكذا، وفي بعضها هكذا (¬٣).
(والثلث بعد النصف أفضل نصًا) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصلاة صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه" (¬٤).
(وكان قيام الليل واجبًا على النَّبي - صلى الله عليه وسلم -) لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (¬٥) (ولم ينسخ) وقطع في "الفصول" و "المستوعب" بنسخه.
(ولا يقومه كله) لقول عائشة رضي الله عنها: "ما علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام
---------------
= ١٤٨، ١٨٢ حديث ١٢٥١، ١٣٦٤، وأحمد (٤/ ١١٣ - ١١٤) بنحوه.
ورواه أحمد (٤/ ٢٣٥)، عن كعب بن مرة أو مرة بن كعب، قال: "سألت رسول الله أي الدليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ثم قالا: الصلاة مقبولة حتى تصلى الصبح ... ." الحديث. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٢٥): ورجاله رجال الصحيح.
(¬١) البخاري في التهجد، باب ١٤، حديث ١١٤٥، ومسلم في المسافرين، حديث ٧٥٨ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(¬٢) "صحيح مسلم": المسافرين، حديث ٧٥٨ (١٦٩، ١٧٠).
(¬٣) انظر: "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (٣/ ٢٠٢) حديث ٩٢١.
(¬٤) أخرجه البخاري في التهجد، باب ٧، حديث ١١٣١، وفي أحاديث الأنبياء، باب ٣٨، حديث ٣٤٢٠، ومسلم في الصيام، حديث ١١٥٩ (١٨٩)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(¬٥) سورة المزمل، الآية: ١ - ٢.

الصفحة 87