كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 4)
أحمد (¬١). وقال غيره: عائشة أوصت أن يصلي عليها أبو هريرة (¬٢)، وابن مسعود أوصى أن يصلي عليه الزبير (¬٣). ولأنها ولاية تستفاد بالنسب، فصح الإيصاء بها، كالمال وتفرقته، فإن كان الوصي فاسقًا، لم تصح الوصة إليه.
ثم (بعد الوصي السلطان) لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَؤُمَّنَّ الرجلَ في سلطانه - الحديث"، رواه مسلم وغيره (¬٤)، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه من بعده كانوا يصلون على الموتى، ولم ينقل عن أحد منهم أنه استأذن العصبة. وعن أبي حازم قال: "شهدت حُسيناً حينَ ماتَ الحسنُ، وهو يدفعُ في قفا سعيد بن العاص أمير المدينة، وهو يقول: لولا السنةُ ما قدمتكَ" (¬٥) وهذا يقتضي أنها سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأنها
---------------
(¬١) انظر مسائل صالح (٣/ ١٣٧) رقم ١٥١١، ومسائل أبي داود ص/١٥٤، والانتصار في المسائل الكبار (٢/ ٦٤٨).
(¬٢) لم نجد من أخرجه وروى عبد الرزاق (٣/ ٤٧١) رقم ٦٣٦٦ عن نافع قال: صلَّيتُ على عائشة، والإمام يومئذ أبو هريرة.
(¬٣) أخرجه البيهقي (٤/ ٢٩)، وأورده الحافظ المزي فى تهذيب الكمال (١٦/ ١٢٧)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (١/ ٤٩٩).
(¬٤) تقدم تخريجه (٣/ ١٨٧) تعليق رقم (١).
(¬٥) أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٤٧١) رقم ٦٣٦٩، والبزار (٤/ ١٨٧) حديث ١٣٤٥، والدولابي في الذرية الطاهرة ص/٧٢ رقم ١١٣، ١١٤. وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٩٩) رقم ٣٠٨٠، والطبراني فى الكبير (٣/ ١٣٦) حديث ٢٩١٢، والحاكم (٣/ ١٧١)، والبيهقي (٤/ ٢٩)، وفي معرفة السنن والآثار (٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤) رقم ٧٥٤٨.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٣١)، وقال: رواه الطبرانى في الكبير والبزار، ورجاله موثقون.