كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 4)

فلما دخل عليه عبد الرحمن طبيب السنة (¬١)، وحدثه الحديث عن بشر بن الحارث، صار إذا سأله قال: أحمد الله إليك، أجد كذا، أجد كذا (¬٢).
(ويستحب له) أي: المريض (أن يصبر) وكذا كل مبتلى؛ للأمر به في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} (¬٣)، وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (¬٤)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والصبر ضياء" (¬٥). (والصبر الجميل: صبر بلا شكوى إلى المخلوق، والشكوى إلى الخالق لا تنافيه) أي: الصبر (بل) هي (مطلوبة) هذا معنى كلام الشيخ تقي الدين (¬٦). واقتصر ابن الجوزي (¬٧) على قول الزجاج: إن الصبر الجميل لا جزع فيه، ولا شكوى إلى الناس (¬٨).
---------------
= الشكر ... الحديث.
ورواه الخطب في تاريخه (١٠/ ٢٧٧) بسنده عن عبد الرحمن المتطبب، عن بشر الحافي، عن أزهر، عن ابن عن، عن ابن سيرين: إذا حمد العبد قبل الشكوى، لم تكن شكوى.
(¬١) هو أبو الفضل البغدادي وهو طبيب الإِمام أحمد، وبشر الحافي، له مسائل حسان عن الإمام أحمد، انظر تاريخ بغداد (١٠/ ٢٧٦)، وطبقات الحنابلة (١/ ٢٠٨)، والمنهج الأحمد (٢/ ١٩٩).
(¬٢) تاريخ بغداد (١٠/ ٢٧٦) وطبقات الحنابلة (١/ ٢٠٨)، ومناقب الإِمام أحمد لابن الجوزي ص/ ٢٣١.
(¬٣) سورة النحل، الآية: ١٢٧.
(¬٤) سورة الزمر، الآية: ١٠.
(¬٥) جزء من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه رواه مسلم في الطهارة، حديث ٢٢٣.
(¬٦) انظر الاختيارات الفقهية ص/ ١٢٨، ومجموع الفتاوى (١٠/ ٦٦٦) و (٢٤/ ٢٨٤).
(¬٧) في زاد المسير (٤/ ١٩٣).
(¬٨) معاني القرآن وإعرابه (٣/ ٩٦).

الصفحة 20