كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 4)

عمله. قال: واستدل بقوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (¬١)، ويؤيده أنه لم يفعله الأكثر.
(فإذا مات سُنَّ تغميض عينيه) لأنه - صلى الله عليه وسلم - أغمض أبا سلمة، وقال: "إنَّ الملائكة يؤمِّنونَ على ما تقولونَ"، رواه مسلم (¬٢). وعن شداد مرفوعًا: "إذا حضرتم الميت، فأغمضوا البصر، فإن البصرَ يَتْبَعُ الروح، وقولوا خيرًا؛ فإنه يؤمَّنُ على ما قال أهلُ الميت" رواه أحمد (¬٣). ولئلا يقبح منظره، ويساء به الظن.
(ويُكره) التغميض (من جنب وحائض، وأن يقرباه) -أي: الميت- حائض أو جنب، نص عليه (¬٤).
---------------
(¬١) سورة المدثر، الآية: ٤.
(¬٢) في الجنائز، حديث ٩٢٠، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
(¬٣) (٤/ ١٢٥). وأخرجه -أيضًا- ابنُ ماجه في الجنائز، باب ٦، حديث ١٤٥٥، والبزار (٨/ ٤٠٢) حديث ٣٤٧٨، وابن حبان في المجروحين (٢/ ٢١٦)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٩١) حديث ٧١٦٨، وفي الأوسط (٢/ ١٤) حديث ١٠١٩، و (٦/ ٤٥٥) حديث ٥٩٧٢، وفى الدعاء (٣/ ١٣٤٣) حديث ١١٥٣، والإسماعيلي في معجمه (١/ ٤١٤)، والحاكم (١/ ٣٥٢)، عن قَزَعة بن سويد، عن حُمَيد الأعرج، عن محمود بن لبيد، عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- مرفوعًا. وجاء عند بعضهم: "أهل البيت" بدل: "أهل الميت". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن شداد بن أوس إلا من هذا الوجه.
وأعله ابن حبان في كتاب المجروحين (٢/ ٢١٦) بقزعه وقال: إنه كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، حتى كثر ذلك في روايته فسقط الاحتجاج به. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٢٦١): هذا إسناد حسن، قزعة بن سويد مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
(¬٤) انظر مسائل ابن هانئ (١/ ١٨٤) رقم ٩١٧.

الصفحة 38