كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 5)
وقال أحمد (¬١): إنما هي لمن سمَّاه الله تعالى (وسُئل الشيخُ عمَّن ليس معه ما يشتري به كُتبًا يشتغل فيها؟ فقال: يجوز أخذُه ما يحتاج إليه من كُتُب العِلْم التي لا بُدَّ لمصلحة دينه ودنياه منها) (¬٢).
قلت: ولعل ذلك غير خارج عن الأصناف؛ لأن ذلك من جملة ما يحتاجه طالب العلم، فهو كنفقته، ويأتي: إذا تفرَّع قادر على التكسُّب للعلم، أُعطى.
(أحدهم) أي: الأصناف الثمانية (الفقراء) بدأ بهم اتباعًا للنص، ولشدة حاجتيهم (وهم أسوأُ حالًا من المساكين) لبداءته تعالى بهم، وإنما يبدأ بالأهم فالأهم. وقال تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} (¬٣) فأخبر أن لهم سفينة يعملون فيها. وقد سأل النبيُّ مسْكينًا، واستعاذ من الفقر، فقال: "اللَّهم أحْيِني مسْكينًا، وأمتَنِي مسْكينًا، واحشرْنِي في زُمْرَةِ المسْاكِينِ". رواه الترمذي (¬٤). ولا
---------------
= والدارقطني (٢/ ١٣٧) والبيهقي (٤/ ١٧٣) (٧/ ٦)، في معرفة السنن والآثار (٩/ ٣١٨) رقم ١٣٢٧١، وأبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة ص / ٣٤ حديث ٧، والمزي في تهذيب الكمال (٩/ ٤٤٦ - ٤٤٧) في حديث طويل. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٢/ ٢٣١): وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وقد تكلم فيه غير واحد. ونقل الحافظ في إتحاف المهرة (٤/ ٥٦٥) عن الدارقطني تضعيفه.
(¬١) مسائل صالح (٣/ ٢١٩) رقم ١٦٨١، ومسائل عبد الله (٢/ ٥١٣) رقم ٧٠٨.
(¬٢) الاختيارات الفقهية ص / ١٥٥.
(¬٣) سورة الكهف، الآية: ٧٩.
(¬٤) في الزهد، باب ٢٧، حديث ٢٣٥٢. وأخرجه -أيضًا- البيهقي (٧/ ١٢)، وفي شعب الإيمان (٢/ ١٦٧، ٧/ ٣٤٠) حديث ١٤٥٣ و ١٠٥٠٧، والذهبي في تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٥١) عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: حديث =