كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 5)

فصل
(يُسَنُّ تعجيل الإفطار إذا تحقَّق الغروب) لحديث سهل بن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزالُ الناسُ بخير ما عَجَّلوا الفِطرَ" متفق عليه (¬١) (وله الفِطر بغلبة الظن) أن الشمس قد غربت؛ لأنهم أفطروا في عهده - صلى الله عليه وسلم - ثم طلعت الشمس (¬٢). ولأن ما عليه أمارة يَدخله الاجتهاد، ويُقبَلُ في قول واحد كالقِبلة.
(وفِطره قبل الصلاة أفضل) لفعله - صلى الله عليه وسلم -، رواه مسلم (¬٣) مِن حديث عائشة، وابن عبد البر (¬٤) عن أنس.
---------------
(¬١) البخاري في الصوم، باب ٤٥، حديث ١٩٥٧، ومسلم في الصيام، حديث ١٠٩٨.
(¬٢) تقدم تخريجه (٥/ ٢٦٧)، تعليق رقم (٣).
(¬٣) في الصيام، حديث ١٠٩٩، عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، أحدهما يُعجل الإفطار، ويُعجِّل الصلاة، والآخر يؤخِّر الإفطار يؤخر الصلاة، قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال: قلنا: عبد الله يعني ابن مسعود، قالت: كذلك كان يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(¬٤) التمهيد (٢٠/ ٢٣). ولفظه: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حتى يفطر ولو على شربة من ماء. وأخرجه -أيضًا- البزار "كشف الأستار" (١/ ٤٦٨) حديث ٩٨٤، والفريابي في الصيام ص / ٦٧، حديثًا ٦٩، وأبو يعلى (٦/ ٤٣٤) حديث ٣٧٩٢، وابن خزيمة (٣/ ٣٧٦) حديث ٢٠٦٣، وابن حبان "الإحسان" (٨/ ٣٧٤) حديث ٣٥٠٤، ٣٥٠٥، والطبراني في الأوسط (٩/ ٣٦٦) حديث ٨٧٨٨، والحاكم (١/ ٤٣٢) والبيهقي (٤/ ٢٣٩) وفي شعب الإيمان (٣/ ٤٠٦) حديث ٣٨٩٩، والضياء في المختارة (٦/ ٣٦، ٣٧) حديث ١٩٩٧ - ١٩٩٩، وزادوا: "المغرب". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٥٥) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني =

الصفحة 289