كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 5)

(وقال الشيخ (¬١): المراد) بتفطيره (إشباعه).

(ويُستحبُّ في رمضان الإكثار مِن قراءة القرآن والذِّكرِ والصدقة) لتضاعف الحسنات به. قال في "المبدع": وكان مالك يترك أصحاب الحديث في شهر رمضان، ويُقْبِلُ على تلاوة القرآن (¬٢). وكان الشافعي يقرأ ستين ختمة (¬٣). وقال إبراهيم: تسبيحة في رمضان خير مِن ألف تسبيحة فيما سواه (¬٤).
(ويُستحبُّ التتابع فورًا في قضائه) أي: رمضان؛ لأن القضاء يحكي الأداء، وفيه خروج مِن الخِلاف، وأنجى لبراءة الذِّمَّة. وظاهره: لا فَرقَ بين أن يكون أفطر بسبب مُحرَّم، أو لا (ولا يَجبان) أي: التتابع والفور في قضاء رمضان. قال البخاري: قال ابن عباس: "له أن يفرِّق؛ لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (¬٥) " (¬٦). وعن
---------------
= والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٣٠٥، ٤١٩) حديث ٣٦٠٨، ٣٩٥٥. وفي فضائل الأوقات ص / ١٤٦، حديث ٣٧، والخطيب في تاريخه (٤/ ٣٣٣). قال العقيلي: ليس له طريق ثبتٌ بيِّنٌ. قال ابن حبان: هنا لا أصل له.
وانظر: الكامل لابن عدي (٢/ ٧٢٢).
(¬١) الاختبارات الفقهية ص / ١٦١.
(¬٢) انظر: لطائف المعارف لابن رجب ص / ٣١٨.
(¬٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ١٣٤)، والخطيب في تاريخه (٢/ ٦٣).
(¬٤) لم نقف عليه من قول إبراهيم. وأخرجه الترمذي في الدعوات، باب ٦٢، رقم ٣٤٧٢، وابن أبي شيبة (١٠/ ٤٣٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ١٥٦)، والمزي في تهذيب الكمال (٣٣/ ٧٨)، من كلام الزهري.
(¬٥) سورة البقرة، الآية: ١٨٤.
(¬٦) صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب ٤٠، ولفظه: لا بأس أن يفرِّق. ورواه =

الصفحة 296