كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 5)

يقتضي أنَّ الإضافة في كلامه بيانية، وأنَّ البيض وصفٌ للأيام، وكلامه في "الشرح" و "شرح المنتهى" وغيره يخالفه. قال: وسُمِّيت لياليها بالبيض، لبياض ليلها كله بالقمر. زاد في "الشرح": والتقدير ليالي الأيام البيض. وقيل: لأن الله تاب فيها على آدم وبيَّض صحيفته (¬١).
(ويُسَنُّ صوم) يوم (الاثنين) بهمزة وصل، سُمِّي بذلك؛ لأنه ثاني الأسبوع، ذَكره في "الحاشية" (و) يوم "الخميس" لقول أسامة بن زيد: "إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصُومُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميس، فَسُئل عن ذلك، فقال: إنَّ أعمالَ الناسِ تُعرضُ يومَ الاثنين ويومَ الخميسِ) رواه أبو داود (¬٢). وفي لفظ: "وأُحِبُّ أن يُعرَضَ عَمَلي
---------------
(¬١) لم نقف على شيء من ذلك مسندًا، وقد عزاه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الصيام من شرح العمدة (٢/ ٥٩٥) إلى أبي الحسن التميمي في كتاب اللطف. وقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (٧/ ٤١٩) وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٣٤٣) حديث ٩١٦، عن ابن مسعود رضي الله عنه حديثًا طويلًا في توبة الله تعالى على آدم، وأنه هبط إلى الأرض مسودًّا، فلما صام هذه الأيام الثلاث أصبح كله أبيض. وفيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: فسُميت الأيام البيض.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يُشك في وضعه، وفي إسناده جماعة مجهولون لا يعرفون أصلًا، وإنما سُميت أيام البيض؛ لأن الليل كله يبيض بالقمر.
وقال الذهبي في تلخيص الموضوعات ص/ ١٦٧: وهذا كذب، فيه مجهولان.
وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة (١/ ٤٨٣): موضوع، في إسناده مجهولون.
وأخرجه ابن عساكر (٧/ ٤١٩) عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا.
(¬٢) في الصوم، باب ٦٠، حديث ٢٤٣٦. وأخرجه - أيضًا - النسائي في الكبرى (٢/ ١٤٧) حديث ٢٧٨١، ٢٧٨٢، ٢٧٨٣، ٢٧٨٥، والطيالسي ص/٨٧، حديث ٦٣٢، وابن سعد (٤/ ٧١)، وابن أبي شيبة (٣/ ٤٢)، وأحمد (٥/ ٢٠٠، ٢٠٤) والدارمي في الصيام، باب ٤١، حديث ١٧٥٧، والبيهقي (٤/ ٢٩٣)، وفي شعب الإيمان (٣/ ٣٩٢) حديث ٣٨٥٩، وفى فضائل الأوقات ص / ٥١٦، حديث ٢٩١، وابن عساكر في تاريخه (٨/ ٨١) من =

الصفحة 312