كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 5)
فصل
(وليلة القَدرِ شريفة معظَّمة، تُرجى إجابة الدُّعاء فيها) قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (¬٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (¬١). قال المفسرون: أي: قيامها والعمل فيها خيرٌ مِن العمل في ألف شَهر خالية منها (¬٢). وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة مرفوعاً: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ من ذنبِه" (¬٣). زاد أحمد: "وما تأخرَ" (¬٤).
(وسُمِّيت ليلةَ القَدْر؛ لأنه يُقَدَّر فيها ما يكون في تلك السنَة) لقوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (¬٥). وما روي عن عِكرمة: أنها
---------------
(¬١) سورة القدر، الآيَتان: ٢، ٣.
(¬٢) انظر تفسير الطبري (٣٠/ ٢٦٠)، والقرطبي (٣٠/ ١٣١).
(¬٣) البخارى في الإيمان، باب ٢٥، حديث ٣٥، وفي الصوم، باب ٦، حديث ١٩٠١، وفي فضل ليلة القدر، باب ١، حديث ٢٠١٤، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، حديث ٧٦٠.
(¬٤) لم نجد هذه الزيادة في مسند أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وإنما رواها النسائي في الكبرى (٢/ ٨٨) حديث ٢٥١٢، وانظر معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدَّمة والمؤخَّرة ص/ ٥٩ - ٦١.
ورواها أحمد (٥/ ٣١٨، ٣٢١، ٣٢٤)، والضياء في المختارة (٨/ ٢٧٩) حديث ٣٤٢. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٧٥): رواه أحمد ورجاله ثقات. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
(¬٥) سورة الدخان، الآية: ٤.