كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 5)
الله - صلى الله عليه وسلم - عن البيعِ والابتياعِ، وعن تناشدِ الأشعارِ في المساجد". رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي وحسَّنه (¬١).
ورأى عِمران القصير (¬٢) رجلًا يبيع في المسجد، فقال: يا هذا، إن هذا سوق الآخرة، فإن أردت البيع، فاخرج إلى سوق الدنيا (¬٣).
(فإن فَعَل) أي: باع أو اشترى في المسجد (فباطل) قال أحمد (¬٤): وإنما هذه بيوت الله، لا تباع فيها ولا يُشترى. وجوَّز
---------------
(¬١) أحمد (٢/ ١٧٩)، وأبو داود في الصلاة، باب ٢٢٠، حديث ١٠٧٩، والنسائي في المساجد، باب ٢٢، ٢٣، حديث ٧١٣، ٧١٤، وفي الكبرى (١/ ٢٦٢)، حديث ٧٩٣، ٧٩٤، وفي عمل اليوم والليلة ص / ٢١٨، حديث ١٧٣، والترمذي في الصلاة، باب ٢٤٠، حديث ٣٢٢. وأخرجه -أيضًا- ابن ماجه في المساجد والجماعات، باب ٥، حديث ٧٤٩، والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ١٢٠) حديث ١٢٦٧، وابن خريمة (٢/ ٢٧٤، ٢٧٥) حديث ١٣٠٤، ١٣٠٦؛ والبيهقي (٢/ ٤٤٨)، والبغوي في شرح السنة (٢/ ٣٧٢) حديث ٤٨٥. قال الترمذي بعد أن حسَّنه: ومن تكلم في حديث عمرو بن شعيب إنما ضعَّفه لأنه يحدِّث عن صحيفة جدّه كأنهم رأوا أنه لم يسمع هذه الأحاديث من جدِّه. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١/ ٥٤٩): وإسناده صحيح إلى عمرو فمن يصحح نسخته يصححه. وقال في نتائج الأفكار (١/ ٢٩٧): هذا حديث حسن.
(¬٢) هو عمران بن مسلم، أبو بكر البصري الصوفي القصير، عداده في صغار التابعين. انظر التاريخ الكبير (٦/ ٤١٩)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٢٢٥).
(¬٣) لم نقف على مَن رواه مسندًا. وأورده -أيضًا- ابن قدامة في المغني ٤١/ ٤٧٩). وأخرج الإمام مالك في الموطأ (١/ ١٧٤)، أنه بلغه أن عطاء بن يسار كان إذا مرَّ عليه بعض من يبيع في المسجد دعاه فسأله: ما معك، ما تريد؟ فإن أخبره أنه يريد أن يبيعه قال: عليك بسوق الدنيا، وإنما هذا سوق الآخرة. وأورده المرُّوذي في الورع ص / ٥٩.
(¬٤) انظر مسائل ابن هانئ (٢/ ٤) رقم ١١٨٣، والورع ص / ٥٩.