كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 6)

(و) يَحرم -أيضًا- التسمية (بما لا يليق إلا بالله، كقدوس، والبَرِّ، وخالق، ورحمان) لأن معنى ذلك لا يليق بغيره تعالى.
(ولا يُكره) أن يُسمَّى (بجبريل) ونحوه من أسماء الملائكة (وياسين) قلت: ومثله طه، خلافًا لمالك (¬١)، فقد كَرِه التسمية بهما.
وقال ابن القيم في "التحفة" (¬٢): ومما يُمنع التسمية بأسماء القرآن، وسوره مثل: "طه"، و"يس"، و"حَم". وقد نصَّ مالك على كراهة التسمية بـ "يس". ذكره السُّهيلي. وأما ما يذكره العوام: أن "يس" و"طه" من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح، ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه هذه الحروف مثل: "المَ" و"حَم" و"الر" ونحوها انتهى. -لكن قال العلامة (¬٣) في تفسيره في سورة طه (¬٤): وقيل: هو اسم من أسماء النبي سمَّاه الله به كما سمَّاه محمدًا. رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "لي عَشَرةُ أسمَاءٍ فذكَرَ منها: طَهَ ويَس" (¬٥). انتهى. وعليه فلا تمتنع التسمية بهما. وقال ابن القيم (¬٦) أيضًا: لا تجوز تسمية الملوك بالقاهر والظاهر.
---------------
(¬١) انظر: منح الجليل شرح مختصر خليل (١/ ٦٢١)، والفواكه الدواني (١/ ٤٦١).
(¬٢) تحفة المودود بأحكام المولود ص/ ٢١٥ - ٢١٦.
(¬٣) في "ح": "العلاني"، وفي "ذ": "العلاني"، ولعل الصواب: القرطبي.
(¬٤) تفسير القرطبي (١١/ ١٦٦).
(¬٥) أخرجه ابن عدي (٣/ ١٢٧٣)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (١/ ٦١) حديث ٢٠، وابن عساكر في تاريخه (٣/ ٢٨) وفي سنده سيف بن وهب، قال الذهبي فيه في المغني (١/ ٢٩٣): قال النسائي: ليس هو بثقة، وضعفه أحمد. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٥٥١) وعزاه لابن مردويه.
(¬٦) تحفة المودود ص / ٢١٩.

الصفحة 445