كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 6)
حيث حبستني، أو: فلي أن أحلَّ. وهذا الاشتراط سُنَّةً) في قول عُمر (¬١)، وعلي (¬٢)، وابن مسعود (¬٣)، وعمار (¬٤).
(ويفيد) هذا الاشتراط (إذا عاقه عدوٌّ، أو مرضٌ، أو ذهابُ نفقة، أو خطأ طريق ونحوُه: أن له التحلُّلَ) لقوله - صلى الله عليه وسلم - لضباعة بنت الزُّبير حين قالت له: "إني أُريدُ الحجَّ، وأجِدُني وجعَةً، فقال: حجِّي واشتَرطِي، وقُولي: اللهُمَّ محِلِّي حيث حَبسْتَني". متفق عليه (¬٥). زاد النسائي في رواية -إسنادها جيد-: "فَإنَّ لَكِ على ربُّكِ مَا اسْتَثنيتِ" (¬٦). ولقول عائشة لعروة: "قُل: اللَّهُمَّ إني أُرِيدُ الحجَّ، فإن تَيَسَّر، وإلا فعُمْرَة" (¬٧).
(و) يفيد هذا الاشتراط -أيضًا - (أنه متى حَلَّ بذلك) أي: بسبب عُذرٍ مما تقدَّم (فلا شيء عليه) نصَّ عليه (¬٨). قال في "المستوعب" وغيره:
---------------
(¬١) أخرجه ابن حزم في المحلى (٧/ ١١٣)، والبيهقي (٥/ ٢٢٢)، وفي معرفة السنن والآثار (٧/ ٤٩٩).
(¬٢) أخرجه ابن أبي شيبة "الجزء المفرد" ص / ٣٨٥، وابن حزم في المحلى (٧/ ١١٣).
(¬٣) أخرجه ابن حزم في المحلى (٧/ ١١٤)، والبيهقي (٥/ ٢٢٢).
(¬٤) أخرجه ابن حزم في المحلى (٧/ ١١٤).
(¬٥) البخاري في النكاح، باب ١٥، حديث ٥٠٨٩، ومسلم في الحج ٦ حديث ١٢٠٧ عن عائشة رضي الله عنها.
(¬٦) النسائي في المناسك، باب ٦٠، حديث ٢٧٦٥، وفي الكبرى (٢/ ٣٥٨) حديث (٣٧٤٩). وأخرجه -أيضًا- الدارمي في الحج، باب ١٥، حديث ١٨١١، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٢٤) عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر: التلخيص الحبير (٢/ ٢٨٨).
(¬٧) أخرجه الشافعي في مسنده (ترتيبه ١/ ٣٨٢)، وابن أبي شيبة "الجزء المفرد" ص / ٣٨٥، والبيهقي (٥/ ٢٢٣) نحوه.
(¬٨) مسائل أبي داود ص / ١٢٣.