كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 7)
والنضر بنَ الحارث، وفيه تقولُ أختُه:
ما كان ضرَّكَ لو مننتَ ورُبَّما ... مَنَّ الفتى، وهو المَغِيظُ المُخنَقُ
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو سَمِعتُه ما قَتَلْتُه" (¬١).
(واسترقاق) لقول أبي هريرة: لا أزال أحبُّ بني تميم بعد ثلاثٍ سمعتهنّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سَمِعْتُه يقول: "هم أشدُّ أمَّتي على الدَّجَّال"، وجاءت صدقاتُهُمْ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذه صدقاتُ قومِنا" قال: وكانت سَبيَّةٌ منهم عند عائشة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعتقيها، فإنَّها مِنْ ولدِ إسماعيل" متفق عليه (¬٢).
ولأنه يجوز إقرارهم على كفرهم (¬٣) بالجزية، فَبِالرَّق أَولى؛ لأنه أبلغ في صَغَارهم.
(ومَنٍّ) لقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا
---------------
= والحاكم (٢/ ١٢٤)، والبيهقي (٩/ ٦٥) عن مسروق عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "لما أراد قتل عقبة بن أبى معيط قال: مَن للصِّبْية؟ قال: النار".
قال الحكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٨٩): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(¬١) أورده ابن هشام في السيرة (٢/ ٤٢)، وابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٩٠٤)، وابن كثير في البداية والنهاية (٥/ ١٨٩)، وابن حجر في الإصابة (١٣/ ٩٥).
وأخت النضر، هي قتيلة بنت الحارث، كما سمَّاها ابن هشام وابن كثير، لكن جاء في الاستيعاب والإصابة: أن قائلة البيت هي ابنة النضر لا أخته واسمها: قنيلة بنت النضر بن الحارث.
قال السهيلي في الروض الأنف (٣/ ١٣٥): الصحيح أنها بنت النضر لا أخته، كذلك قال الزبير وغيره، وكذلك وقع في كتاب الدلائل.
(¬٢) البخاري في العتق، باب ١٣، حديث ٢٥٤٣، وفي المغازي، باب ٦٨، حديث ٤٣٦٦، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٥٢٥.
(¬٣) في "ح": "الكفر".