كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 8)
فصل
القسم (الثاني: المُضاربة، وهي) تسمية أهل العراق، مأخوذة من الضَّرْب في الأرض، وهو السفر للتجارة، قال تعالى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (¬١). ويحتمل أن يكون من ضرب كل منهما بسهم في الربح.
وسمَّاها أهلُ الحجاز: قِراضًا، فقيل: هو من القَرض بمعنى القطع، يقال: قرض الفأرُ الثوبَ، إذا قطعه، فكأن ربَّ المال اقتطع من ماله قطعة، وسلَّمها إلى العامل، واقتطع له قطعة من ربحها. وقيل: من المساواة والموازنة، يقال: تقارض الشاعران، إذا توازنا.
وهي جائزة بالإجماع، حكاه ابن المنذر (¬٢) ورُويت عن عمر (¬٣)، وعثمان (¬٤)، وعلى (¬٥)، وابن مسعود (¬٦)، وحكيم بن حزام (¬٧) رضي الله
---------------
(¬١) سورة المزمل، الآية: ٢٠.
(¬٢) الإقناع لابن المنذر (١/ ٢٧٠).
(¬٣) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٦٨٧)، والشافعي في الأم (٤/ ٣٣)، وفي مسنده (ترتبيه ٢/ ١٦٩ - ١٧٠)، والدارقطني (٣/ ٦٣)، والبيهقي (٦/ ١١٠)، وفي معرفة السنن والآثار (٨/ ٣٢٢) رقم ١٢٠٦٥. قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٣/ ٥٧): إسناده صحيح.
(¬٤) أخرجه مالك في الموطأ (٣/ ٦٨٨) والشافعي في الأم (٧/ ١٠٨)، والبيهقي (٦/ ١١١)، وفي معرفة السنن والآثار (٨/ ٣٢٣) رقم ١٢٠٦٨. وصححه ابن كثير في إرشاد الفقيه (٢/ ٧٤)، والحافظ في بلوغ المرام رقم ٩٠٥.
(¬٥) أخرجه عبد الرزاق (٨/ ٢٤٨) رقم ١٥٠٨٧.
(¬٦) ذكره الشافعي في الأم (٧/ ١٠٨)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (٨/ ٣٢٣) رقم ١٢٠٦٩.
(¬٧) أخرجه الداقطني (٣/ ٦٣)، والبيهقي (٦/ ١١١). وصحح إسناده ابن كثير في إرشاد =