كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 8)

باب الرِّبا والصرف، وتحريم الحيل
(الرِّبا) مقصور، يُكتب بالألف والواو والياء. وهو لغةً: الزيادة. قال تعالى: {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (¬١) أي: علت وارتفعت. وقال تعالى: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} (¬٢) أي: أكثر عدداً.
وهو (محرَّم) إجماعاً (¬٣)؛ لقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (¬٤).
(وهو من الكبائر) لعدِّه - صلى الله عليه وسلم - له في السبع الموبقات، في الحديث المتفق عليه (¬٥).
وحُكي عن ابن عباس وغيره أباحةُ رِبا الفضل؛ لحديث: "لا ربا إلَّا في النَّسيئَة" رواه البُخاريّ (¬٦)، ثم رجع ابن عباس عنه، رواه
---------------
(¬١) سورة فصلت، الآية: ٣٩.
(¬٢) سورة النحل: الآية: ٩٢.
(¬٣) الإجماع لابن المنذر ص (/ ١١٧، ١١٨، ومراتب الإجماع لابن حزم ص/ ١٥١، والإفصاح لابن هبيرة (١/ ٢١٢).
(¬٤) سورة البقرة، الآية: ٢٧٥.
(¬٥) البخاري في الوصايا، باب ٢٣، حديث ٢٧٦٦، وفي الحدود، باب ٤٤، حديث ٦٨٥٧، وعلم في الإيمان، حديث ٨٩ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، ولفظه: "اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلَّا بالحق، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
(¬٦) في البيوع، باب ٧٩، حديث ٢١٧٨، ٢١٧٩. وأخرجه -أيضاً- مسلم في المساقاة حديث ١٥٩٦، (١٠١، ١٠٢، ١٠٤).

الصفحة 5