كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 9)

باب الجعالة
- بتثليث الجيم- رُوي عن ابن مالك (¬١). مشتقة من الجُعْل، بمعنى التسمية؛ لأن الجاعل يُسمِّي الجعل لمن يعمل له العمل، أو من الجَعْل بمعنى الإيجاب، يقال: جعلت له كذا، أي: أوجبت. ويُسمَّى ما يُعطاه الإنسان على أمر يفعله: جُعلًا، وجعالة، وجَعِيلة؛ قاله ابن فارس (¬٢).
والأصل في مشروعيتها قوله تعالى: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} (¬٣)، وحديث اللديغ (¬٤).
(وهي جَعلُ شيءٍ) من المال (معلومٍ، كأجرة) بالرؤية أو الوصف، و (لا) يُشترط أن يكون معلومًا، إن كان (من مال حربي، فيصح) أن يجعل الإمام من مال حربي (مجهولًا) كثلث مال فلان الحربي، ونحوه لمن يدلُّ على قلعة ونحوها، وتقدم في الجهاد (¬٥). وقوله (لمن يعمل له عملًا مباحًا) متعلِّق بـ "جَعْل" (ولو) كان العمل المباح (مجهولًا (¬٦)) كخياطة
---------------
(¬١) إكمال الإعلام بتثليث الكلام (١/ ١٥).
(¬٢) مجمل اللغة (١/ ١٩١).
(¬٣) سورة يوسف، الآية: ٧٢.
(¬٤) وهو ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي ... الحديث، وفيه: فقال بعضهم -أي بعض الصحابة-: فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا. وقد تقدم تخريجه (٤/ ٣٠) تعليق رقم (١).
(¬٥) (٧/ ٩٩ - ١٠٠).
(¬٦) في حاشية نسخة الشيخ حمود التويجري رحمه الله (٢/ ٤١٧) ما نصه: "أي: يؤول=

الصفحة 478