كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 9)

باب المساقاة، والمناصبة، والمزارعة
جمعها في باب؛ لاشتراكها في الأحكام.
(المُساقاة) مفاعلة من السقي؛ لأنه أهمُّ أمرها، وكانت النخل بالحجاز تُسقى نَضْحًا، أي: من الآبار، فيعظم أمره، وتكثر مشقته.
وهي: (دَفعْ أرضٍ، وشجرٍ له ثمرٌ مأكولٌ) خرج به الصفصاف (¬١)، والحَوَر (¬٢)، والعفص (¬٣)، ونحوه، والورد ونحوه (لمن يغرسه) ويعمل عليه بحزءٍ مُشاع معلوم من ثمرته، أو منه، وهي المُناصَبة -وتأتي- (أو) دَفْع شجرٍ له ثمرٌ مأكولٌ (مغروسٍ معلوم) بالمشاهدة (لمن يعمل عليه، ويقوم بمصلحته، بجُزء مُشاعٍ معلومٍ من ثمرته) لا منه، ولا بآصُع أو دراهم، ويأتي.
فعلمت: أن المساقاة أعمُّ من المناصبة.
(والمزارعة) مُشتقةٌ من الزرع، وتُسمَّى مُخَابرة، من الخَبار -بفتح الخاء- وهي الأرض اللينة، ومؤاكرة، والعامل فيها خبير ومُؤَاكِر (دَفْع
---------------
(¬١) الصفصاف: بالفتح، والواحد صفصافة، شجر عظام، وهو بأرض العرب كثير، وأصنافه كثيرة، وكلها خوَّار خفيف، وهو يورق وينور ولا يثمر، ويُسمَّى الخِلاف -على وزن كتاب-، والسَّوجر. انظر: لسان العرب (٩/ ٩٧) مادة (خلف)، وكفاية المتحفظ (١/ ١٩٥)، وانظر ما تقدم (١/ ٤٩) تعليق رقم (١).
(¬٢) الحور: ضرب من الشجر، وهو جنس من الفصيلة الصفصافية، يُزرع حول الجداول والأنهار لخشبه، تسوى منه السهام. انظر: المعجم الوسيط (٢/ ٦٤٧) مادة (غرب).
(¬٣) العَفْصُ: شجرِةٌ من البلُّوط، تحملُ سنة بَلوطًا، وسنة عَفْصًا، وقد اشتُقَّ منه لكل طعم فيه قبضٌ ومرارةٌ أن يُقال: فيه عُفُوصَةٌ، وهو عَفِصٌ، وقال الأطباء: هو دواءٌ قابضٌ مجفف، يردُّ المراد المنصبة، ويشدُّ الأعضاء الرخوة والضعيفة. انظر: تاج العروس (١٨/ ٣٥) مادة (عفص).

الصفحة 5