كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 10)

(قال الشيخ (¬١): والصدقةُ أفضل من الهِبة) لما وَرَدَ فيها مما لا يحصر (إلا أن يكون في الهِبة معنىً تكون) الهِبة (به أفضل من الصدقة، مثل الإهداء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - محبَّة له، ومثل الإهداء لقريب يصل به رحمه، أو) الإهداء لـ (ـأخ له في الله، فهذا قد يكون أفضل من الصدقة) أي: على غيره (انتهى.
ووعاء هدية كهي) في أنها لا ترد (مع عُرف، كقَوْصَرَّةِ (¬٢) التمر) فتتبعه اعتبارًا بالعرف.
(ومن أهدَى) شيئًا (ليُهْدَى له أكثر) منه (فلا بأس (¬٣)) به (لغير النبي - صلى الله عليه وسلم -) فكان ممنوعًا منه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (¬٤) أي: لا تُعطِ شيئًا لتأخذ أكثر منه. قال ابن عباس وغيره: هو خاصٌّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (¬٥)؛ لأنه مأمور بأشرف الأخلاق وأجلها.
---------------
(¬١) الاختيارات الفقهية ص / ٢٦٩.
(¬٢) القوصرة، بالتثقيل والتخفيف: وعاء التمر يُتخذ من قصب. "المصباح المنير" (٢/ ٦٩٣) مادة (قصر).
(¬٣) في هامش نسخة الشيخ حمود التويجري رحمه الله ما نصه (٢/ ٤٧٥): "إلا أن يكون محاباة ونحوها فيحرم. أ. هـ. من خط ابن العماد".
(¬٤) سورة المدثر، الآية: ٦.
(¬٥) أخرج البيهقي (٧/ ٥١) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَمَا آتَيتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} [الروم: ٣٩]. قال: هو الربا الحلال، كأن يهدي يريد أكثر منه، فلا أجر فيه ولا وزر، ونهي عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}.
وأخرج الطبري في التفسير (٢٩/ ١٤٩) من طريق سفيان، عن رجل، عن الضحاك بن مزاحم: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} قال: هي للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، ولناس عامة موسَّع عليهم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٢٨٢) من قول عكرمة وعزاه إلى عبد بن حميد =

الصفحة 120