كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 12)
حاجة إلى الأكل حينئذ.
(و) يُكره (التنفس في إناءَيهِما) لأنه ربما عاد إليه مِنْ فِيهِ شيء.
(وأَكْلُه حارًّا) لأنه لا بركة فيه، كما في الخبر (¬١) (إن لم تكن حاجة) إلى أكله حارًّا، فيُباح.
(و) يُكره -أيضًا- أكله (مما يلي غيره إن كان الطعام نوعًا واحدًا، فإن كان أنواعًا) أي: نوعين فأكثر، فلا بأس (أو) كان الطعام (فاكهة) فلا بأس؛ لحديث عِكْراش بن ذؤيب قال: "أُتي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بجَفْنةٍ كثيرةٍ الثريد والوَدكِ، فأقبلنا نأكل، فَخَبَطَتْ يدي في نواحيها، فقال: يا عكراش، كُلْ من موضع واحدٍ، ثُمَّ أُتينا بطَبَقٍ فيه ألوانٌ من الرُّطب، فجالتْ يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطّبق، وقال: يا عِكْراش، كُلْ من حيث شئت، فإنَّه
---------------
(¬١) أخرج الحاكم (٤/ ١١٨)، عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا: أبردوا الطعام الحارَّ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة. وفي سنده محمد بن عبيد الله العرزمي. قال الحافظ في التقريب (٦١٤٨): متروك.
وأخرج الطبراني في الأوسط (٧/ ١١٧) حديث ٦٢٠٥، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذي بركة. ضعفه العراقي في المغني عن حمل الأسفار (٢/ ٣٧٠). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٠): فيه عبد الله بن يزيد البكري، وقد ضعفه أبو حاتم.
وأخرج أبو نعيم في الحلية (٨/ ٢٥٢)، وأبو بكر النقاش في فوائد العراقيين ص / ١٨، عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره الكي، ويكره الطعام الحار، ويقول: عليكم بالبارد فإنَّه ذو بركة، ألا وإن الحار لا بركة فيه. وفي سنده العرزمي، وقد تقدم الكلام فيه.
وأخرج مسدد في مسنده -كما في المطالب العالية (٣/ ٦٥) حديث ٢٤٢١ - عن أبي يحيى مرسلًا، قال: أبردوا الطعام، فإن الحار لا بركة فيه. وهذا مع إرساله فيه قزعة بن سويد، قال الحافظ في التقريب (٥٥٨١): ضعيف.
الصفحة 34
598