كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 14)
وانتشر ذلك في الصحابة، ولم يُنكر، فكان كالإجماع.
(ويُقام) الحَدُّ (في الحَرِّ والبرد) ولو مُفْرطين، كالمرض (فإنكأن) المحدود (مريضًا أو) كان (نِضْوَ الخلقة، أو في شدة حَرٍّ أو برد، وكان الحَدُّ جلدًا، أُقيم عليه) الحد (يسوط يؤمن معه التلف) لحديث: "إذا أمَرتُكُم بأمرٍ فأتُوا منهُ ما استطعتُم" (¬١).
(فإن كان لا يُطيق الضربَ، وحُشِي عليه) أي: المحدود (من السوط، أُقيم) عليه الحد (بأطراف الثياب، و) بـ (ـالقضيب الصغير وشِمْرَاخ (¬٢) النخل) لئلا يُقضي ما فوق ذلك إلى إتلافه (فإن خِيف عليه) من القضيب ونحوه (ضُرِب بمائة شِمراخ مجموعةً، أو في عُثُكُول (¬٣) ضربةً واحدةً، أو بخمسين شِمْراخًا ضربتين) لما روى أبو أمامة بن سهل بن حنيف، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ رجلًا اشتكَى حتَّى ضني (¬٤)، فدَخَلَت عليه امرأة، فَهَشَ لها فوَقَعَ بها، فسُئل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخُذُوا مائة شِمْراخ فَيضرِبُوهُ ضربَةً واحدةً" رواه أبو داود والنسائي (¬٥)، وقال ابن
---------------
(¬١) تقدم تخريجه (١/ ٢٣٤) تعليق رقم (٢).
(¬٢) الشمراخ: ما يكون فيه الرُّطب، والجمع شماريخ. المصباح المنير ص / ٤٣٩، مادة (شمرخ).
(¬٣) العُثكول: العِذق، وهو جامع الشماريخ، فكلُّ غصنٍ من أغصانه شِمراخ، وهو الَّذي عليه الرُّطب. انظر: النهاية (٢/ ٥٠٠) مادة (شمرخ)، والمصباح المنير ص / ٥٤٦، مادة (عذق).
(¬٤) ضَنِيَ الرجل: مَرِضَ مرضًا مخامرًا كلَّما ظُنَّ برؤه، نُكِسَ. القاموس المحيط ص / ١٦٨٣، مادة (ضني).
(¬٥) أبو داود في الحدود، باب ٣٤، حديث ٤٤٧٢. وأخرجه -أيضًا- ابن الجارود (٣/ ١٦٦) حديث ٨١٧، عن أبي أمامة، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورجال =