كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 15)
غيره؛ لما روى أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سأل القضاءَ، وُكِلَ إلى نفسِهِ، ومن أُجبر عليه، نزل مَلَك يُسَددُه" رواه الخمسة إلا النسائي (¬١). وفي رواية أخرى: "مَن ابتَغَى القضاءَ وسأل فيه شُفَعَاء، وُكِلَ إلى نفسه، ومن أكره عليه، أُنزل عليه مَلَك يُسَددُه، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (¬٢).
(ومن لا يُحسِنه) أي: القضاء (ولم تجتمع فبه شُروطُه؛ حَرُم عليه
---------------
(¬١) أبو داود في الأقضية، باب ٣، حديث ٣٥٧٨، والترمذي في الأحكام، باب ١، حديث ١٣٢٣، وابن ماجه في الأحكام، باب ١، حديث ٢٣٠٩، وأحمد (٣/ ١١٨). وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (٧/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، ووكيع في أخبار القضاة (١/ ٦٢ - ٦٣)، والحاكم (٤/ ٩٢)، والبيهقي (١٠/ ١٠٠)، والخطيب في الموضح (١/ ٥١٦)، والضياء في المختارة (٤/ ٤٠٧ - ٤٠٨) حديث ١٥٨٠ - ١٥٨١، من طرق عن إسرائيل، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن بلال بن أبي موسى، عن أنس رضي -رضي الله عنه-.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٥٤٧): بلال بن مرداس الفزاري مجهول الحال، وعبد الأعلى بن عامر ضعيف.
(¬٢) أخرجه الترمذي في الأحكام، باب ١، حديث ١٣٢٤، ووكيع في أخبار القضاة (١/ ٦٢)، والبيهقي (١٠/ ١٠٠)، والخطيب في الموضح (١/ ٥١٦)، من طريق أبي عوانة، عن عبد الأعلى بن عامر، عن بلال بن مرداس، عن خيثمة بن أبي خيثمة، عن أنس رضي الله عنه.
قال الترمذي: هذا حديث عن غريب، وهو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى.
قال ابن القطان: خيثمة بن أبي خيثمة البصرى لم تثبت عدالته، قال ابن معين: ليس بشيء، والعجب من الترمذي فإنه أورد الحديث من رواية إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى عن أنس، ثم قال في رواية أبي عوانة: إنها أصح من رواية إسرائيل، وإسرائيل أحد الحفاظ، ولولا ضعف عبد الأعلى كان هذا الطريق خيرًا من طريق أبي عوانة الذي فيه خيثمة وبلال بن مرداس.