كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 15)
يعلم خائنة الأعين) أي: ما يضمر في النفْس، ويكف عنه اللسان، ويُومئ إليه بالعين (وما تُخفي الصدور) أي: تُضمره.
(و) التغليظ في (الزمان: أن يحلف بعد العصر) لقوله تعالى: {تحبسونهما من بعد الصلاة} (¬١)، قيل: المراد صلاة العصر؛ لأنه وقت تُعظِّمه أهل الأديان، كما تقدَّم (¬٢).
(أو بين الأذان والإقامة) لأنه وقت يُرجى فيه إجابة الدُّعاء، فتُرجى فيه معاجلة الكاذب.
(والمكان: بمكة بين الركن والمقام) لأنه مكان شريف زائد على غيره في الفضيلة (ويبيت المقدس عند الصخرة (¬٣)) لأنه وَرَدَ في سُنن ابن ماجة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "هي من الجنّة" (¬٤).
(و) بـ (ـسائر البلاد) كمدينته - صلى الله عليه وسلم - وغيرها (عند مِنبر الجامع) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن حَلَف على منبري هذا بيمين (¬٥) آثمة، فليتبوَّأ مقعده من النار"
---------------
(¬١) سورة المائدة، الآية: ١٥٦.
(¬٢) (١٢/ ٢٢٥، ١٥/ ٥٨٥).
(¬٣) انظر ما تقدم (١٢/ ٥٢٥) معلق رقم (١).
(¬٤) ابن ماجه في الطب، باب ٥٨ حديث ٣٤٥٦. وأخرجه -أيضًا- أحمد (٣/ ٤٢٦، ٥/ ٣١، ٦٥)، والحاكم (٣/ ٥٨٨، ٤/ ١٢٠، ٢٠٣)، والمزي في تهذيب الكمال (٩/ ٣٤)، من طرق عن المُشْمعل بن إياس، عن عمرو بن سليم المزني، عن رافع بن عمرو المزني، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: العجوة والصخرة من الجنّة. وفي رواية لأحمد: العجوة، والصخرة، أو قال: العجوة والشجرة في الجنة. شك المشمعل.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن مشمعل هذا هو عمرو بن إياس، شيخ من أهل البصرة قيل الحديث. ووافقه الذهبي.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ٢١٠): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٤/ ٣٧٦ مع الفيض) ورمز لصحته.
وأعلَّه الشيخ الألباني بالاضطراب. انظر: إرواء الغليل (٨/ ٣١١).
(¬٥) في "ذ": "يمينًا".