كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 15)

(وقال) أحمد (¬١): (لا ينبغي أن يُجيبَ في كلِّ ما يُستفتَى فيه. وقال (¬٢): إذا هاب الرجلُ شيئًا لا ينبغي أن يُحمل على أن يقول.

وقال (¬٣): لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفُتيا حتى يكون فيه خمس خصال، أولها (¬٤):
أن تكون له نية) أي: أن يخلص في ذلك لله تعالى، ولا يقصد رياسة ولا نحوها "فإن لم تكن له نية، لم يكن عليه نور، ولا على كلامه نور) إذ "الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى" (¬٥).
(الثانية: أن يكون له حِلْم ووقار وسكينة) وإلا لم يتمكن من فعل ما تصدى له من بيان الأحكام الشرعية.
(الثالثة: أن يكون قويًا على ما هو فيه، وعلى معرفته) وإلا فقد عَرَّض نفسه لعظيم.
(الرابعة: الكفاية، وإلا بَغَضَه (¬٦) الناسُ، فإنه إذا لم تكن له كفايةٌ احتاج إلى الناس وإلى الأخذِ مما في أيديهم) فينفرون (¬٧) منه.
(الخامسة: معرِفةُ الناسِ، أي: ينبغي له) أي: للمفتي (أن يكون
---------------
(¬١) مسائل الكوسج (٩/ ٤٦٧٩) رقم ٣٣٣٥.
(¬٢) أخرجه عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٧٧٥) رقم ١٤٣٣.
(¬٣) إبطال الحيل ص/ ٢٤، والعدة في أصول الفقه (٥/ ١٥٩٩)، وطبقات الحنابلة (٢/ ٥٧).
(¬٤) في "ذ": "إحداها".
(¬٥) تقدم تخريجه (١/ ١٩٣) تعليق رقم (٢).
(¬٦) "بغضه" كذا في الأصول! وفي نسخةٍ أشار إليها في حاشية "ذ" ومصادر التوثيق كافة: "مضغه"، قال ابن القيم في إعلام الموقعين (٤/ ٢٠٤): وأما قوله: "الرابعة الكفاية وإلا مضغه الناس .. ، فلا يأكل منهم شيئًا إلا أكلوا من لحمه وعرفه أضعافه.
(¬٧) في "ذ": "فيتضررون".

الصفحة 39