كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 15)

كتاب القضاء والفتيا
(والقضاء) مصدر قضى يقضي، فهو قاضٍ؛ إذا حكم، وإذا فصَل، وإذا أحكم، وإذا أمضى، وإذا فرغ من الشيء، وإذا خلق. وقُضِّي فلان واستُقْضِيَ: صار قاضيًا. وسُمي قاضيًا؛ لأنه يُمضي الأحكام ويُحْكمها، ويكون قضى بمعنى: أوجب.
و (جَمْعُه) أي: القضاء (أقضية) وجُمع مع أنه مصدر باعتبار أنواعه.
(وهو) أي القضاء: (الإلزام) بالحكم الشرعي (وفَضلُ الخصُومات) والحكم إنشاءٌ لذلك الإلزام إن كان فيه إلزام، أو للإباحة والإطلاق إن كان الحكم في الإباحة، كحكم الحاكم المالكي (¬١) بأن الموات إذا بَطَلَ إحياؤه صار مباحا لجميع الناس؛ قاله ابن قُندس.
وفي "الاختيارات" (¬٢): الحاكم فيه صفات ثلاث: فمن جهة الإثبات: هو شاهد، ومن جهة الأمر والنهي: هو مُفتٍ، ومن جهة الإلزام بذلك: هو ذو سلطان. انتهى.

وأركان القضاء خمسة: القاضي، والمقضى به. والمقضيّ فيه، والمقضي له، والمقضيّ عليه.
والأصل فيه: قوله تعالى: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} (¬٣). وقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا
---------------
(¬١) انظر: حاشية الدسوقي (٤/ ٦٦)، ومنح الجيل (٤/ ١٢ - ١٣).
(¬٢) ص / ٤٨١.
(¬٣) سورة ص، الآية: ٢٦.

الصفحة 7