كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

قَالُوا: الْأَحْوَص قَالَ: فَمن الَّذِي يَقُول:
(سَيبقى لَهَا فِي مُضْمر الْقلب والحشا ... سريرة حب يَوْم تبلى السرائر)
قَالُوا: الْأَحْوَص. قَالَ: فَمن الَّذِي يَقُول:
(الله بيني وَبَين قيمها ... يفر مني بهَا وأتبع)
قَالُوا: الْأَحْوَص. قَالَ: لَا جرم مَا رَددته مَا كَانَ لي سُلْطَان قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كَانَ سَبَب نفي الْأَحْوَص أَن شُهُودًا شهدُوا عَلَيْهِ أَنه قَالَ: لَا أُبَالِي أَي الثَّلَاثَة أكون ناكحاً أَو منكوحاً أَو زَانيا. وَكَانَ مَشْهُورا بالأبنة وانضاف إِلَى ذَلِك أَنه دخل يَوْمًا على سكينَة بنت الْحُسَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما فَأذن الْمُؤَذّن فَلَمَّا قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فخرت سكينَة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الْأَحْوَص:
(فخرت وانتمت فَقلت: ذَرِينِي ... لَيْسَ جهل أَتَيْته ببديع)
(فَأَنا ابْن الَّذِي حمت لَحْمه الدب ... ر قَتِيلا للحيان يَوْم رجيع)
(غسلت خَالِي الْمَلَائِكَة الْأَب ... رار مَيتا طُوبَى لَهُ من صريع)
وَكَانَ وَفد الْأَحْوَص على الْوَلِيد بن عبد الْملك ممتدحاً لَهُ فأنزله منزلا وَأمر

الصفحة 18