كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

(مَا لجديد الْمَوْت يابشر لذةٌ ... وكل جديدٍ تستلذ طرائفه)
ثمَّ مَاتَ فَجَزِعت عَلَيْهِ جزعاً شَدِيدا وَلم تزل تبْكي عَلَيْهِ وتندبه حَتَّى شهقت شهقةً وَمَاتَتْ. ودفنت إِلَى جنبه.
تَتِمَّة لم يذكر الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف من اسْمه أحوص غير هَذَا.
وَذكر الْأَحْوَص بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ: هُوَ زيد بن عَمْرو بن قيس الْيَرْبُوعي التَّمِيمِي وَهُوَ شاعرٌ فَارس. وَأورد لَهُ شعرًا جيدا يفتخر بِهِ.
وَأنْشد بعده وَهُوَ
(قعيدك أَن لَا تسمعيني ملامة ... وَلَا تنكئي قرح الْفُؤَاد فييجعا)
على أَن قعيدك الله وعمرك الله أَكثر مَا يستعملان فِي الْقسم السؤالي فَيكون جوابهما مَا فِيهِ الطّلب كالأمر وَالنَّهْي. وَأَن هُنَا زَائِدَة.
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف: وَيَجِيء بعد قعد وقعيدك الِاسْتِفْهَام وَأَن وَلم يقيدها بِكَوْنِهَا زَائِدَة أَو مَصْدَرِيَّة أَو غَيرهمَا. وَمِثَال الِاسْتِفْهَام قَالَ الْأَزْهَرِي: قَالَت قريبَة الأعرابية:
(قعيدك عمر الله يَا ابْنة مَالك ... ألم تعلمينا نعم مأوى المحصب)
وَلم أسمع بَيْتا جمع فِيهِ بَين الْعُمر والقعيد إِلَّا هَذَا. انْتهى.

الصفحة 20