كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

وَبَقِي على أبي حَيَّان أَن يَقُول: وَالسَّلَام. روى أَبُو عبيد قعيدك لتفعلن وَلَا النافية كَمَا يَأْتِي فِي كَلَام الْجَوْهَرِي.
قَالَ ابْن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح: وقعدك الله عِنْد سِيبَوَيْهٍ مثل عمرك الله يَجعله بِمَعْنى فعل مُقَدّر مَعْنَاهُ: سَأَلته أَن يكون حفيظك وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ. كَأَنَّهُ قيل حفظتك الله من قَوْله تَعَالَى: عَن الْيَمين وَعَن الشمَال قعيد أَي: حَافظ.
ووضح ذَلِك فِي عمرك الله لاستعمال فعله. وَإِذا تحقق أَن معنى قعدك الله معنى الْفِعْل الْمُقدر الْمَذْكُور وضح أَيْضا أَن قعيدك الله بِمَعْنَاهُ وَفِيه أَيْضا معنى)
السُّؤَال كعمرك الله.
وَقَالَ ابْن خلف: يُرِيد سِيبَوَيْهٍ بقوله: فقعدك الله يجْرِي على هَذَا المجرى أَن فعل المصادر قد يتْرك وَيكون بِمَنْزِلَة مَا اسْتعْمل الْفِعْل فِيهِ فقعدك بِمَنْزِلَة قَوْلك: وصفك الله بالثبات وَأَنه لَا يَزُول.
يُرِيد سَأَلتك بوصفك الله بالثبات ثمَّ حذف الْفِعْل وَالْبَاء. وَلَا يسْتَعْمل فِيهِ الْفِعْل وَلَا الْبَاء وَهُوَ مصدر لَا يتَصَرَّف أَي: لَا يسْتَعْمل فِي غير هَذَا الْموضع من الْكَلَام وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا مُضَافا.
انْتهى.
وَقَالَ أَبُو اسحاق إِبْرَاهِيم النجيرمي فِي كتاب أَيْمَان الْعَرَب: معنى قعدك الله وقعيدك الله: أخصب الله بلادك حَتَّى تكون مُقيما فِيهَا قَاعِدا غير منتجع.
وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وَقَوْلهمْ: قعيدك لَا آتِيك وقعيدك الله لَا آتِيك وقعدك الله وقعدك الله بِالْفَتْح وَالْكَسْر: يَمِين للْعَرَب. وَهِي مصَادر اسْتعْملت مَنْصُوبَة بِفعل مُضْمر وَالْمعْنَى: بصاحبك الَّذِي هُوَ صَاحب كل

الصفحة 21