كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

وَكَانَ عريف ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع فَقبض النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وإبل الصَّدَقَة برحرحان وَهُوَ مَاء دوين بطن نخل فَجمع مَالك جمعا نَحوا من ثَلَاثِينَ فَأَغَارَ عَلَيْهَا فاقتطع مِنْهَا ثَلَاثمِائَة فَلَمَّا قدم بِلَاد بني تَمِيم لامه الْأَقْرَع بن حَابِس بن عقال بن مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع بن دارم وَضِرَار بن الْقَعْقَاع بن معبد بن زُرَارَة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم وَبلغ مَالِكًا أَنَّهُمَا يمشيان بِهِ فِي بني تَمِيم فَقَالَ مَالك يعتبهما وَيَدْعُو على مَا بَقِي من إبل الصَّدَقَة:
(أَرَانِي الله بِالنعَم المندى ... ببرقة رحرحان وَقد أَرَانِي)
(أإن قرت عُيُون فاستفيئت ... غَنَائِم قد يجود بهَا بناني)
(حويت جَمِيعهَا بِالسَّيْفِ صَلتا ... وَلم ترْعد يداي وَلَا جناني)
(تمشى يَا ابْن عوذة فِي تَمِيم ... وَصَاحِبك الأقيرع تلحياني)
(ألم أك نَار رابئة تلظى ... فتتقيا أذاي وترهباني)
(فَقل لِابْنِ المذب يغض طرفا ... على قطع المذلة والهوان)
وعوذة: أم ضرار بن الْقَعْقَاع وَهِي معَاذَة بنت ضرار بن عَمْرو الضَّبِّيّ. والمذبة: أم الْأَقْرَع بن حَابِس.
فَلَمَّا قَامَ أَبُو بكر وبلغه قَول مَالك بعث إِلَيْهِ خَالِد بن الْوَلِيد وَأمره أَن لَا يَأْتِي النَّاس إِلَّا عِنْد صَلَاة الْغَدَاة فَمن سمع فيهم مُؤذنًا كف عَنْهُم وَمن لم يسمع فيهم مُؤذنًا استحلهم وعزم عَلَيْهِ ليقْتلن مَالِكًا إِن أَخذه. فَأقبل خَالِد بن الْوَلِيد حَتَّى هَبَط جو الْبَعُوضَة وَبِه بَنو يَرْبُوع فَبَاتَ

الصفحة 25