كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

فَلَمَّا قَامَ عمر بِالْأَمر وَفد عَلَيْهِ متمم فاستعداه على خَالِد. فَقَالَ: لَا أرد شَيْئا صنعه أَبُو بكر.
فَقَالَ متمم: قد كنت تزْعم أَن لَو كنت مَكَان أبي بكر أقدته بِهِ فَقَالَ عمر: لَو كنت ذَلِك الْيَوْم بمكاني الْيَوْم لفَعَلت وَلَكِنِّي لَا أرد شَيْئا أَمْضَاهُ أَبُو بكر ورد عَلَيْهِ ليلى وَابْنهَا جَراد.
وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ:
(أَيهَا المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كَيفَ يَلْتَقِيَانِ)
على أَن عمرك الله يسْتَعْمل فِي الْقسم السؤالي وَيكون جَوَابه مَا فِيهِ الطّلب وَهُوَ هُنَا جملَة كَيفَ يَلْتَقِيَانِ فَإِن الِاسْتِفْهَام طلب الْفَهم وَهُوَ هُنَا تعجبي. خلافًا للجوهري فِي هَذَا فَإِنَّهُ زعم أَن عمرك الله هُنَا فِي غير الْقسم.
وَهَذَانِ البيتان من قصيدة لعمر بن أبي ربيعَة.
والمنكح: اسْم فَاعل من أنكحه أَي: زوجه. واستقل ارْتَفع. والثريا هِيَ بنت عَليّ بن عبد الله بن الْحَارِث بن أُميَّة الْأَصْغَر وهم العبلات.
وَكَانَت الثريا وَأُخْتهَا عَائِشَة أعتقتا الْغَرِيض الْمُغنِي واسْمه عبد الْملك ويكنى أَبَا يزِيد كَذَا قَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل. قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شَرحه: والعبلات هم بَنو أُميَّة الْأَصْغَر بن عبد شمس وَبَنُو عبد شمس: أُميَّة وَعبد أُميَّة وَنَوْفَل أَبنَاء عبد شمس نسبوا إِلَى أمّهم عبلة بنت

الصفحة 28