كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

وَهِي تشرف من ثنية فَوَجَدَهَا سليمَة وَمَعَهَا أُخْتهَا فَأَخْبرهَا الْخَبَر فَضَحكت وَقَالَت: أَنا وَالله أَمرتهم لأخبر مَا عنْدك وَلما تزوج عمر هجرته الثريا وغضبت عَلَيْهِ فَقَالَ:
(قَالَ لي صَاحِبي ليعلم مَا بِي: ... أَتُحِبُّ القتول أُخْت الربَاب)
(قلت: وجدي بهَا كوجدك بالما ... ء إِذا مَا منعت برد الشَّرَاب)
ثمَّ تزَوجهَا سُهَيْل الْمَذْكُور وَحملهَا إِلَى مصر وَكَانَ عمر غَائِبا فَلَمَّا بلغه قَالَ: الْخَفِيف
(أَيهَا الطارق الَّذِي قد عناني ... بعد مَا نَام سامر الركْبَان)
(زار من نازح بِغَيْر دَلِيل ... يتخطى إِلَيّ حَتَّى أَتَانِي)
إِلَى أَن قَالَ: أَيهَا المنكح الثريا سهيلا ... . . الْبَيْتَيْنِ وَزعم بَعضهم أَن سهيلا هُوَ ابْن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان. وَالصَّحِيح الأول. ثمَّ
سَار إِلَى الْمَدِينَة وَكتب إِلَيْهَا:
(كتبت إِلَيْك من بلدي ... كتاب مولهٍ كمد)
(كثيب واكف الْعين ... ين بالحسرات مُنْفَرد))
(يؤرقه لهيب الشو ... ق بَين السحر والكبد)
(فَيمسك قلبه بيد ... وَيمْسَح عينه بيد)
فَلَمَّا قرأته بَكت بكاء شَدِيدا ثمَّ تمثلت:

الصفحة 30