كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

فأجبته بِهَذِهِ الأرجوزة.
وَفِي كتاب مَنَاقِب الشبَّان وتقديمهم على ذَوي الْأَسْنَان كَانَ رؤبة يرْعَى إبل أَبِيه حَتَّى بلغ وَهُوَ لَا يقْرض الشّعْر فَتزَوج أَبوهُ امْرَأَة تسمى عقرب فَعَادَت رؤبة وَكَانَت تقسم إبِله على أَوْلَادهَا الصغار فَقَالَ رؤبة: مَا هم بِأَحَق مني لَهَا إِنِّي لأقاتل عَنْهَا السنين وأنتجع بهَا الْغَيْث. فَقَالَت)
عقرب للعجاج أسمع هَذَا وَأَنت حَيّ فَكيف بِنَا بعْدك فَخرج فزبرة وَصَاح بِهِ وَقَالَ لَهُ: اتبع إبلك ثمَّ قَالَ: الرجز
(لطالما أجْرى أَبُو الجحاف ... فِي فرقة طَوِيلَة التَّجَافِي)
(لما رَآنِي أرعشت أطرافي ... استعجل الدَّهْر وَفِيه كَافِي)
يخترم الإلف مَعَ الألاف فِي أَبْيَات. فأنشده رؤبة يجِيبه: الرجز
(إِنَّك لم تنصف أَبَا الجحاف ... وَكَانَ يرضى مِنْك بالإنصاف)
وَهُوَ عَلَيْك دَائِم التعطاف هَكَذَا روى هذَيْن الْوَجْهَيْنِ السُّيُوطِيّ فِي شرح شَوَاهِد الْمُغنِي.
وَقَوله: لطالما أجْرى أَبُو الجحاف أجْرى: أرسل جَريا بِفَتْح الْجِيم

الصفحة 46