كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

كالصبح مثلا لِأَنَّهُ وَصفه فِي حَال سخطه فشبهه بِاللَّيْلِ وهوله. فَهِيَ كلمة جَامِعَة لمعانٍ كَثِيرَة. كَذَا فِي تَهْذِيب الطَّبْع.
وَهَذَا الْبَيْت من شَوَاهِد تَلْخِيص الْمِفْتَاح أوردهُ شَاهدا لمساواة اللَّفْظ للمعنى. وَمَا أحسن قَول ابْن هَانِئ الأندلسي فِي هَذَا الْمَعْنى:
(أَيْن المفر وَلَا مفر لهاربٍ ... وَلَك البسيطان: الثرى وَالْمَاء)
(خطاطيف حجنٌ فِي حبالٍ متينةٍ ... تمد بهَا إيد إِلَيْك نوازع)
الخطاطيف: جمع خطَّاف وَهِي الحديدة الَّتِي تخرج بهَا الدلاء وَغَيرهَا من الْبِئْر. وحجن: معوجة جمع أحجن وحجناء. يَقُول: أَنا فِي قبضتك تقدر عَليّ مَتى شِئْت لَا أَسْتَطِيع الْهَرَب مِنْك وَهُوَ مثل. ونوازع: جواذب يُقَال: نزعت من الْبِئْر دلواً أَو دلوين. وبئر نزوع: إِذا كَانَ
(سيبلغ عذرا أَو نجاحاً من امرئٍ ... إِلَى ربه رب الْبَريَّة رَاكِع)
رَاكِع: فَاعل سيبلغ وَهُوَ بِمَعْنى الخاضع والذليل يَعْنِي بِهِ نَفسه.
(وَأَنت ربيعٌ ينعش النَّاس سيبه ... وسيفٌ أعيرته الْمنية قَاطع)
أَي: أَنْت بِمَنْزِلَة الرّبيع. ينعش: يرفع وَيجْبر. وسيبه: عطاؤه. أَي: أَنْت سيب وَعَطَاء)
لوليك وَسيف لأعدائك.
(وتسقي إِذا مَا شِئْت غير مصردٍ ... بزوراء فِي أكنافها الْمسك كارع)
غير مصرد: أَي: غير مَمْنُوع وَلَا مَقْطُوع. يُقَال: صرد عَليّ الشَّرَاب:

الصفحة 467