كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

وَهَذَا أحسن إفهام من الْفَتى وَأحسن فهم من الْمَنْصُور. وَلم يسمع فِي التَّعْرِيض بألطف مِنْهُ.
وَلقَوْل الْأَحْوَص سَبَب ذكره عبد الله بن عُبَيْدَة بن عمار بن يَاسر قَالَ: خرجت أَنا والأحوص بن مُحَمَّد مَعَ عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِلَى الْحَج فَلَمَّا كُنَّا بِقديد قُلْنَا لعبد الله بن الْحسن: لَو أرْسلت إِلَى سُلَيْمَان بن أبي دباكل الْخُزَاعِيّ فأتشدنا نمن رَقِيق شعره فَأرْسل إِلَيْهِ. فأنشدنا قصيدة لَهُ يَقُول فِيهَا:
(يَا بَيت خنساء الَّذِي أتجنب ... ذهب الزَّمَان وحبها لَا يذهب)
(أَصبَحت أمنحك الصدود وإنني ... قسما إِلَيْك مَعَ الصدود لأجنب)
(مَالِي أحن إِلَى جمالك قربت ... وأصد عَنْك وَأَنت مني أقرب)
(لله دَرك هَل لديك معول ... لمتيم أم هَل لودك مطلب)
(فَلَقَد رَأَيْتُك قبل ذَاك وإنني ... لموكل بهواك لَو يتَجَنَّب)
(تبْكي الْحَمَامَة شجوها فيهيجني ... وَيروح عَازِب همي المتأوب)
(وتهب سَارِيَة الرِّيَاح من أَرْضكُم ... فَأرى الْبِلَاد بهَا تطل وتجنب)
...

الصفحة 52