كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

ليرقى وَهُوَ خطأ لِأَن الراقي لَا يرقى. وَإِنَّمَا هُوَ لبر)
أَي: فِي طلب بر. أقسم بطالب الْبر بصعوده فِي حراء للتعبد فِيهِ وبالنازل مِنْهُ.
(وبالبيت حق الْبَيْت من بطن مَكَّة ... وَبِاللَّهِ إِن الله لَيْسَ بغافل)
(وبالحجر الْأسود إِذْ يمسحونه ... إِذا اكتنفوه بالضحى والأصائل)
قَالَ السُّهيْلي: وَقَوله بِالْحجرِ الْأسود فِيهِ زحاف يُسمى الْكَفّ وَهُوَ حذف النُّون من مفاعيلن وَهُوَ بعد الْوَاو من الْأسود. والأصائل: جمع أصيلة وَالْأَصْل: جمع أصيل وَذَلِكَ لِأَن فعائل جمع فعيلة. والأصيلة: لُغَة مَعْرُوفَة فِي الْأَصِيل انْتهى. وَهُوَ مَا بعد صَلَاة الْعَصْر إِلَى الْغُرُوب.
(وموطئ إِبْرَاهِيم فِي الصخر رطبَة ... على قَدَمَيْهِ حافياً غير ناعل)
موطئ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: هُوَ مَوضِع قَدَمَيْهِ حِين غسلت كنته رَأسه وَهُوَ رَاكب فاعتمد بقدمه على الصَّخْرَة حِين أمال رَأسه ليغسل وَكَانَت سارة قد أخذت عَلَيْهِ عهدا حِين استأذنها فِي أَن يطالع مَا تَركه بِمَكَّة. فَحلف لَهَا أَنه لَا ينزل عَن دَابَّته وَلَا يزِيد على السَّلَام واستطلاع الْحَال غيرَة من سارة عَلَيْهِ من هَاجر فحين اعْتمد على الصَّخْرَة ألْقى الله فِيهَا أثر قدمه آيَة. قَالَ تَعَالَى: فِيهِ آياتٌ بيناتٌ مقَام إِبْرَاهِيم. أَي مِنْهَا مقَام إِبْرَاهِيم. وَمن جعل مقَام إِبْرَاهِيم بَدَلا من آيَات قَالَ: الْمقَام جمع مقامة. وَقيل: بل هُوَ أثر قدمه حِين رفع الْقَوَاعِد من الْبَيْت وَهُوَ قَائِم عَلَيْهِ.
(وأشواط بَين المروتين إِلَى الصَّفَا ... وَمَا فيهمَا من صورةٍ وتماثل)
هُوَ جمع تماثلن وَأَصله تماثيل فَحذف الْيَاء. ...

الصفحة 62