كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

يتَمَكَّن فِيهَا صَاحبهَا غير مؤذى وَلَا نَاب بِهِ مَوْضِعه. والتوطئة التذليل والتمهيد يُقَال دَابَّة وطئ يَا فَتى وَهُوَ الَّذِي لَا يُحَرك رَاكِبه فِي مسيره وفراش وطئ إِذا كَانَ وثيراً لَا يُؤْذِي جنب النَّائِم عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي قَالَ: حَدثنِي الْأَصْمَعِي قَالَ: قيل لأعرابي وَهُوَ المنتجع بن نَبهَان: مَا السميدع فَقَالَ: السَّيِّد الْمُوَطَّأ الأكناف. وَتَأْويل الأكناف: الجوانب يُقَال فِي الْمثل: فلَان فِي كنف فلَان كَمَا يُقَال فلَان فِي ظلّ فلَان وَفِي ذرا فلَان وَفِي نَاحيَة فلَان وَفِي والثقة: مصدر وثقت بِهِ أَثِق بكسرهما: إِذا ائتمنته. وَالْأَخ يسْتَعْمل بِمَعْنى الملازم والمداوم.
والحقيقة: مَا يحِق على الرجل أَن يحميه. والباسل: الشجيع الشَّديد الَّذِي يمْتَنع أَن يَأْخُذهُ أحد فِي الْحَرْب والمصدر البسالة وَفعله بسل بِالضَّمِّ. وَأَرَادَ بِصَاحِب هَذِه الصِّفَات الفاضلة مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
(وَمَا ترك قومٍ لَا أَبَا لَك سيداً ... يحوط الذمار غير ذربٍ مواكل)
مَا: استفهامية تعجبية مُبْتَدأ عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَترك: خبر الْمُبْتَدَأ وَعند الْأَخْفَش بِالْعَكْسِ. وَقَوله: لَا أَبَا لَك يسْتَعْمل كِنَايَة عَن الْمَدْح والذم وَوجه الأول: أَن يُرَاد نفي نَظِير الممدوح بِنَفْي أَبِيه وَوجه الثَّانِي: أَن يُرَاد أَنه مَجْهُول النّسَب والمعنيان محتملان هُنَا. وَالسَّيِّد من السِّيَادَة وَهُوَ الْمجد والشرف. وحاطه يحوطه حوطاً. رعاه وَفِي الصِّحَاح: وَقَوْلهمْ فلَان حامي الذمار أَي إِذا ذمر وَغَضب حمي وَفُلَان أمنع ذماراً من فلَان. وَيُقَال الذمار: مَا وَرَاء الرجل مِمَّا يحِق عَلَيْهِ أَن)
يحميه لأَنهم قَالُوا: حلمي الذمار كَمَا قَالُوا حامي الْحَقِيقَة.

الصفحة 66