كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

وَسمي ذماراً لِأَنَّهُ يجب على أَهله التذمر لَهُ وَسميت حَقِيقَة لِأَنَّهُ يحِق على أَهلهَا الدّفع عَنْهَا.
وظل يتذمر على فلَان: إِذا تنكر لَهُ وأوعده.
والذرب بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء لكنه سكنه هُنَا وَهُوَ الْفَاحِش
البذي اللِّسَان.
والمواكل: اسْم فَاعل من واكلت فلَانا موكلة: إِذا اتكلت عَلَيْهِ واتكل هُوَ عَلَيْك وَرجل وكل بِفتْحَتَيْنِ ووكله كهمزة وتكله أَي عَاجز يكل أمره إِلَى غَيره ويتكل عَلَيْهِ.
(وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ثمال الْيَتَامَى عصمَة للأرامل)
أَبيض: مَعْطُوف على سيد الْمَنْصُوب بِالْمَصْدَرِ قبله وَهُوَ من عطف الصِّفَات الَّتِي موصوفها وَاحِد هَكَذَا أعربه الزَّرْكَشِيّ فِي نكته على البُخَارِيّ الْمُسَمّى بالتنقيح لألفاظ الْجَامِع الصَّحِيح وَقَالَ: لَا يجوز غير هَذَا. وَتَبعهُ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي وَكَذَلِكَ الدماميني فِي تَعْلِيق المصابيح على الْجَامِع الصَّحِيح وَفِي حَاشِيَته على مُغنِي اللبيب أَيْضا.
وَزعم ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: أَن أَبيض مجرور بِرَبّ مقدرَة وَأَنَّهَا للتقليل. وَالصَّوَاب الأول فَإِن الْمَعْنى لَيْسَ على التنكير بل الْمَوْصُوف بِهَذَا الْوَصْف واحدٌ مَعْلُوم. والأبيض هُنَا بِمَعْنى الْكَرِيم.
قَالَ السمين فِي عُمْدَة الْحفاظ: عبر عَن الْكَرم بالبياض فَيُقَال: لَهُ عِنْدِي يَد بَيْضَاء أَي: مَعْرُوف وَأورد هَذَا الْبَيْت. وَالْبَيَاض أشرف الألوان وَهُوَ أَصْلهَا إِذْ هُوَ قَابل لجميعها وَقد كني بِهِ عَن السرُور والبشر وبالسواد عَن الْغم. وَلما كَانَ الْبيَاض أفضل الألوان قَالُوا: الْبيَاض أفضل والسواد أهول والحمرة أجمل والصفرة أشكل.
ويستسقى بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وَالْجُمْلَة صفة أَبيض. والثمال: الْعِمَاد والملجأ والمطعم وَالْمُغني وَالْكَافِي. والعصمة: مَا يعتصم بِهِ ويتمسك قَالَ الزَّرْكَشِيّ: يجوز فيهمَا النصب وَالرَّفْع.
والأرامل جمع أرملة وَهِي الَّتِي لَا زوج لَهَا

الصفحة 67