كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

لافتقارها إِلَى من ينْفق عَلَيْهَا وَأَصله من أرمل الرجل: إِذا نفذ زَاده وافتقر فَهُوَ مرمل وَجَاء أرمل على غير قِيَاس. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا يُقَال للْمَرْأَة أرملة إِلَّا إِذا كَانَت فقيرة فَإِن كَانَت موسرة فَلَيْسَتْ بأرملة وَالْجمع أرامل حَتَّى قيل رجل أرمل إِذا لم يكن لَهُ زوج.
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: وَهُوَ قَلِيل لِأَنَّهُ لَا يذهب بفقد امْرَأَته لِأَنَّهَا لم تكن قيمَة عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الأرامل: الْمَسَاكِين رجَالًا كَانُوا أَو نسَاء.)
قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف: فَإِن قيل: كَيفَ قَالَ أَبُو طَالب: وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ وَلم يره قطّ استسقي بِهِ إِنَّمَا كَانَت استقاءاته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ بِالْمَدِينَةِ فِي سفر وَحضر وفيهَا شوهد مَا كَانَ من سرعَة إِجَابَة الله لَهُ فَالْجَوَاب: أَن أَبَا طَالب قد شَاهد من ذَلِك فِي حَيَاة عبد الْمطلب مَا دله على مَا قَالَ. انْتهى.
ورده بَعضهم بِأَن قَضِيَّة الاسْتِسْقَاء متكررة إِذْ وَاقعَة أبي طَالب كَانَ الاسْتِسْقَاء بِهِ عِنْد الْكَعْبَة وواقعة عبد الْمطلب كَانَ أَولهَا أَنهم أمروا باستلام الرُّكْن ثمَّ بصعودهم جبل أبي قبيس ليدعو عبد الْمطلب وَمَعَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ويؤمن الْقَوْم فسقوا بِهِ.
قَالَ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة: حَدثنِي من أَثِق بِهِ قَالَ: أقحط أهل الْمَدِينَة فَأتوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فشكوا ذَلِك إِلَيْهِ فَصَعدَ رَسُول

الصفحة 68