كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 2)

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَاسْتَسْقَى فَمَا لبث أَن جَاءَ من الْمَطَر مَا أَتَاهُ أهل الضواحي يَشكونَ مِنْهُ الْغَرق فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا فانجاب السَّحَاب عَن الْمَدِينَة فَصَارَ حواليها كالإكليل فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: لَو أدْرك أَبُو طَالب هَذَا الْيَوْم لسره. فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه وَهُوَ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: كَأَنَّك أردْت يَا رَسُول الله قَوْله
وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ. . الْبَيْت قَالَ أجل انْتهى.
وبتصديق النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَون هَذَا الْبَيْت لأبي طَالب وَعلي اتّفق أهل السّير سقط مَا أوردهُ الدَّمِيرِيّ فِي شرح الْمِنْهَاج فِي بَاب الاسْتِسْقَاء عَن الطَّبَرَانِيّ وَابْن سعد: أَن عبد الْمطلب استسقى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فسقوا وَلذَلِك يَقُول عبد الْمطلب فِيهِ يمدحه.
وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ. . الْبَيْت قَالَ ابْن حجر الهيتمي فِي شرح الهمزية: وَسبب غلط الدَّمِيرِيّ فِي نِسْبَة هَذَا الْبَيْت لعبد الْمطلب: أَن رقيقَة برَاء مَضْمُومَة وقافين بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم وَهِي الَّتِي سَمِعت الْهَاتِف فِي النّوم أَو فِي الْيَقَظَة لما تَتَابَعَت على قُرَيْش سنُون أهلكتهم يصْرخ: يَا معشر قُرَيْش إِن هَذَا النَّبِي الْمَبْعُوث قد أَظَلَّتْكُم أَيَّامه فَحَيَّهَلا بالحيا وَالْخصب. ثمَّ امرهم بِأَن يستسقوا بِهِ وَذكر كَيْفيَّة يطول ذكرهَا. . فَلَمَّا ذكرت الرِّوَايَة فِي الْقِصَّة أنشأت تمدح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأَبْيَات آخرهَا:)

الصفحة 69