كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

.
(أَفِي كل يَوْم أَنْت رام بلادها ... بعينين إنساناهما غرقان)
(أَلا فاحملاني بَارك الله فيكما ... إِلَى حَاضر الروحاء ثمَّ دَعَاني))
(على جسرة الأصلاب نَاجِية السرى ... تقطّع عرض البيد بالوخدان)
(ألمّا على عفراء إنَّكُمَا غَدا ... لشحط النَّوَى والبين معترفان)
(فيا واشيي عفرا دَعَاني ونظرة ... تقرّ بهَا عَيْنَايَ ثمّ كلاني)
(أغرّكما مني قَمِيص لبسته ... جَدِيد وبردا يمنة زهياني)
(مَتى ترفعا عني الْقَمِيص تبيّنا ... بِي الضّر من عفراء يَا فتيَان)
(وتعترفا لَحْمًا قَلِيلا وأعظما ... دقاقاً وَقَلْبًا دَائِم الخفقان)
(على كَبِدِي من حب عفراء قرحَة ... وعيناي من وجد بهَا تكفان)
قَالَ أَبُو بكر: قَالَ بعض الْبَصرِيين: ذكّر المعرض لِأَنَّهُ أَرَادَ: وعفراء عني الشَّخْص المعرض. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: ذكره بِنَاء على التَّشْبِيه أَي: وعفراء عني مثل المعرض كَمَا تَقول الْعَرَب: عبد الله الشَّمْس منيرة يُرِيدُونَ مثل الشَّمْس فِي حَال إنارتها.
(فيا لَيْت كل اثْنَيْنِ بَينهمَا هوى ... من النَّاس والأنعام يَلْتَقِيَانِ)
(فَيَقْضِي حبيب من حبيب لبانة ... ويرعاهما رَبِّي فَلَا يريان)
ويروى: فيسترهما رَبِّي على أَن الأَصْل يسترهما فسكّن الرَّاء لِكَثْرَة الحركات. ...

الصفحة 377