كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

(هوى نَاقَتي خَلْفي وقدامي الْهوى ... وَإِنِّي وَإِيَّاهَا لمختلفان)
(هواي أَمَامِي لَيْسَ خَلْفي معرّج ... وشوق قلوصي فِي الغدوّ يمَان)
(هواي عراقي وَتثني زمامها ... لبرق إِذا لَاحَ النُّجُوم يمَان)
(مَتى تجمعي شوقي وشوقك تظلعي ... وَمَا لَك بالعبء الثقيل يدان)
(يَقُول لي الْأَصْحَاب إِذْ يعذلونني ... أشوق عراقي وَأَنت يمَان)
(وَلَيْسَ يمَان للعراق بِصَاحِب ... عَسى فِي صروف الدَّهْر يَلْتَقِيَانِ)
(تحملت من عفراء مَا لَيْسَ لي بِهِ ... وَلَا للجبال الراسيات يدان)
(كَأَن قطاة علّقت بجناحها ... على كَبِدِي من شدَّة الخفقان)
(فَقَالَا: نعم نشفى من الدَّاء كُله ... وقاما مَعَ العوّاد يبتدران)
(فَمَا تركا من رقية يعلمانها ... وَلَا سلوة إِلَّا وَقد سقياني)
(وَلَا شفيا الدَّاء الَّذِي بِي كُله ... وَمَا ذخْرا نصحاً وَمَا ألواني)
(فَقَالَا: شفاك الله وَالله مَا لنا ... بِمَا ضمّنت مِنْك الضلوع يدان))
(فرحت من العراف تسْقط عَمَّتي ... عَن الرَّأْس مَا ألتاثها ببناني)
(معي صاحبا صدق إِذا ملت مَيْلَة ... وَكَانَ بدفي نضوتي عدلاني)
(فيا عمّ يَا ذَا الْغدر لَا زلت مبتلىً ... حليفاً لهمّ لَازم وهوان)
(غدرت وَكَانَ الْغدر مِنْك سجية ... فألزمت قلبِي دَائِم الخفقان)
...

الصفحة 378