كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

الشريف وَغسل قلبه وإيداعه الْحِكْمَة وَالرَّحْمَة وَمَا شَاءَ الله وتبدّى لَهُ جِبْرِيل وَأنزل عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن وَأخْبرهُ بِهِ قفّ شعر ورقة)
وَسبح الله وقدّسه وَعظم سروره بذلك وَشهد أَنه أَتَاهُ الناموس الْأَكْبَر الَّذِي كَانَ يَأْتِي الْأَنْبِيَاء قبله عَلَيْهِم السَّلَام وَشهد أَنه الَّذِي أنزل عَلَيْهِ كَلَام الله وَشهد أَنه نَبِي هَذِه الْأمة وَتمنى أَن يعِيش إِلَى أَن يُجَاهد مَعَه. هَذَا مَعَ مَا لَهُ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ وزوجه الصدّيقة خَدِيجَة وَمن شعره:
(أتبكر أم أَنْت العشية رائح ... وَفِي الصَّدْر من إضمارك الْحزن قَادِح)
(لفرقة قوم لَا أحب فراقهم ... كَأَنَّك عَنْهُم بعد يَوْمَيْنِ نازح)
(وأخبار صدق خبّرت عَن مُحَمَّد ... يخبّرها عَنهُ إِذا غَابَ نَاصح)
(فتاك الَّذِي وجّهت يَا خير حرَّة ... بغور وبالنجدين حَيْثُ الصحاصح)
(إِلَى سوق بصرى فِي الركاب الَّتِي غَدَتْ ... وهنّ من الْأَحْمَال قعص دوالح)
(يخبّرنا عَن كل حبر بِعِلْمِهِ ... وللحق أَبْوَاب لَهُنَّ مفاتح)
(بِأَن ابْن عبد الله أَحْمد مُرْسل ... إِلَى كل من ضمت عَلَيْهِ الأباطح)
(وظني بِهِ أَن سَوف يبْعَث صَادِقا ... كَمَا أرسل العبدان: هود وَصَالح)
...

الصفحة 395