كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

سَوَاء تكون اسْما وَتَكون ظرفا وَاحْتَجُّوا على أَنَّهَا تكون اسْما بِمَنْزِلَة غير وَلَا تلْزم الظَّرْفِيَّة انهم يدْخلُونَ عَلَيْهَا حرف الْخَفْض قَالَ المرّار بن سَلامَة العجليّ:
(وَلَا ينْطق الْفَحْشَاء من كَانَ مِنْهُم ... إِذا جَلَسُوا منا وَلَا من سوائنا)
وَقَالَ الآخر: وَمَا قصدت من أَهلهَا لسوائكا وَقَالَ أَبُو دواد:
(وكل من ظن أَن الْمَوْت مخطئه ... مجلل بِسَوَاء الْحق مَكْذُوب)
وَقَالَ الآخر:
(أكرّ على الكتيبة لَا أُبَالِي ... أفيها كَانَ حتفي أم سواهَا)
وَرُوِيَ عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: أَتَانِي سواؤك فَرفع. وَذهب البصريون إِلَى أَنَّهَا لَا تكون إِلَّا ظرفا وَاحْتَجُّوا بِأَنَّهَا مَا اسْتعْملت فِي اخْتِيَار الْكَلَام إِلَّا ظرفا قَالُوا: مَرَرْت بِالَّذِي سواك.
فوقوعها صلَة يدلّ على ظرفيتها بِخِلَاف غير. وَقَوْلهمْ: مَرَرْت بِرَجُل سواك أَي: بِرَجُل مَكَانك)
أَي: يُغني غناءك ويسدّ مسدك. وَالَّذِي يدل على تغاير سوى وَغير ان سوى لَا تُضَاف إِلَّا إِلَى معرفَة نَحْو مَرَرْت بِرَجُل سواك وَسوى الْعَاقِل وَلَو قلت: سوى عَاقل لم يجز وَلَو قلت غير عَاقل جَازَ. وَيدل على ظرفية سوى أَن الْعَامِل يتعداها قَالَ لبيد:
(وابذل سوام المَال إِ ... ن سواءها دهماً وجونا)

الصفحة 438