كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

وَلَا يَصح جعل مَا زَائِدَة لِأَنَّهُ يلْزم إِضَافَة سيّ إِلَى الْجُمْلَة الشّرطِيَّة وَلَا يُضَاف إِلَى الْجمل إِلَّا أَسمَاء الزَّمَان.
وَقد يَقع بعْدهَا جملَة مقترنة بِالْوَاو فعلية كَمَا وَقع فِي عبارَة الْكَشَّاف: لَا سِيمَا وَقد كَانَ كَذَا واسمية كَمَا فِي قَول صَاحب المواقف: لَا سِيمَا والهمم قَاصِرَة.
وَفِي شرح التسهيل: إِنَّه تركيب غير عَرَبِيّ وَكَلَام الشَّارِح يُخَالِفهُ. وَفِي شرح المواقف أَن قَوْله: والهمم قَاصِرَة مؤوّل بالظرف نظرا إِلَى قرب الْحَال من ظرف الزَّمَان فصحّ وُقُوعهَا صلَة لما.
وَهَذَا من قبيل الْميل إِلَى الْمَعْنى والإعراض عَن ظَاهر اللَّفْظ أَي: لَا مثل انتفائه فِي زمَان قُصُور الهمم. وَهَذَا لَا يرضاه نحويّ كَيفَ وَالْجُمْلَة الحالية فِي مَحل النصب والصلة لَا مَحل لَهَا.
وَهَذَا الْبَيْت من معلقَة امْرِئ الْقَيْس الْمَشْهُورَة. وَهَذِه أَبْيَات مِنْهَا:
(وَإِن شفائي عِبْرَة لَو سفحتها ... فَهَل عِنْد رسم دارس من معوّل)
(كدأبك من أم الْحُوَيْرِث قبلهَا ... وجارتها أمّ الربَاب بمأسل)
(إِذا قامتا تضوّع الْمسك مِنْهُمَا ... نسيم الصِّبَا جَاءَت بريّا القرنفل))
(فاضت دموع الْعين مني صبَابَة ... على النَّحْر حَتَّى بلّ دمعي محملي)
(أَلا ربّ يَوْم صَالح لَك مِنْهُمَا ... وَلَا سِيمَا يَوْمًا بدارة جلجل)
(فظلّ العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهدّاب الدمقس المفتل)

الصفحة 448