كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

.
(وَيَوْم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فَقَالَت: لَك الويلات إِنَّك مرجلي)
(تَقول وَقد مَال الغبيط بِنَا مَعًا: ... عقرت بَعِيري يَا امْرأ الْقَيْس فَانْزِل)
(فَقلت لَهَا: سيري وأرخي زمامه ... ولاتبعديني من جناك المعلّل)
البيتان الْأَوَّلَانِ قد تقدم شرحهما فِي بَاب الْحَال فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالتسْعين بعد الْمِائَة.
وَقَوله: إِذا قامتا الخ ضمير الْمثنى لأم الْحُوَيْرِث وَأم الربَاب. وتضوع: فاح مُتَفَرقًا. والمسك يذكّر وَيُؤَنث وَكَذَلِكَ العنبر وَمن أنّثه ذهب بِهِ إِلَى معنى الرّيح وَرَوَاهُ تضوع الْمسك على أَنه فعل مضارع أَصله تتضوع بتاءين. وَنصب نسيم الصِّبَا لِأَنَّهُ قَامَ مقَام نعت لمصدر مَحْذُوف قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي فِي بَيَان كَيْفيَّة التَّقْدِير: إِنَّه إِذا استدعي الْكَلَام تَقْدِير مَوْصُوف وَصفَة مُضَافَة مثلا فَلَا يقدر أَن ذَلِك حذف دفْعَة وَاحِدَة بل على التدريج نَحْو: تضوع الْمسك مِنْهُمَا
نسيم الصِّبَا أَي: تضوعاً مثل تضوع نسيم الصِّبَا أَي تضوعا مثل تضوع نسيم الصِّبَا. انْتهى.
وَأورد صَاحب تَحْرِير التحبير هَذَا الْبَيْت فِي بَاب الاتساع وَهُوَ أَن يَأْتِي الشَّاعِر بِبَيْت يَتَّسِع فِيهِ التَّأْوِيل على قدر قوى النَّاظر فِيهِ وبحسب مَا تحتمله أَلْفَاظه: فَإِن هَذَا الْبَيْت اتَّسع النقاد فِي تَأْوِيله: فَمن قَائِل: تضوع الْمسك مِنْهُمَا تضوع نسيم الصِّبَا وَهَذِه هُوَ الْوَجْه عِنْدِي وَمن

الصفحة 449