كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

مني استعانة ضَعِيفَة عِنْد وَقَوله: على النَّحْر حَشْو آخر لِأَن قَوْله: بلّ دمعي محملي يُغني عَنهُ. ثمَّ قَوْله: حَتَّى بلّ دمعي الخ إِعَادَة ذكر الدمع حَشْو آخر وَكَانَ يَكْفِيهِ أَن يَقُول: حَتَّى بلّت محملي. فَاحْتَاجَ لإِقَامَة الْوَزْن إِلَى هَذَا كُله. ثمَّ تَقْدِيره أَنه قد أفرط فِي إفَاضَة الدمع حَتَّى بلّ محمله تَفْرِيط مِنْهُ وتقصير وَلَو كَانَ أبدع لَكَانَ يَقُول: حَتَّى بلّ دمعي مغانيهم وعراصهم. ويشبّه أَن يكون غَرَضه إِقَامَة الْوَزْن والقافية لِأَن الدمع يبعد أَن يبلّ الْمحمل وَإِنَّمَا يقطر من الْوَاقِف والقاعد على الأَرْض. أَو على الذيل. وَإِن بلّه فلقلته وَأَنه لَا يقطر. وَأَنت تَجِد فِي شعر الْمُتَأَخِّرين مَا هُوَ أحسن من هَذَا الْبَيْت انْتهى.
وَقَوله: أَلا ربّ يَوْم صَالح. . الخ ربّ هُنَا للتكثير ومنهما أَي: من أمّ الْحُوَيْرِث وأمّ الربَاب.
وَرُوِيَ: أَلا ربّ يَوْم لَك مِنْهُنَّ صَالح أَي: من النِّسَاء وَفِيه الْكَفّ وَهُوَ حذف النُّون من مفاعيلن. وَالْمعْنَى: أَلا رب يَوْم لَك مِنْهُنَّ سرُور وغبطة بوصال النِّسَاء وعيش ناعم مَعَهُنَّ. وَقَوله: وَلَا سِيمَا الخ أَي: وَلَيْسَ يَوْم من تِلْكَ الْأَيَّام مثل يَوْم دارة جلجل فَإِن هَذَا الْيَوْم كَانَ أحسن الْأَيَّام وأفضلها. يُرِيد: التَّعَجُّب من فضل هَذَا الْيَوْم. ودارة جلجل بِضَم الجيمين: اسْم غَدِير قَالَ الْبكْرِيّ فِي مُعْجم

الصفحة 451