كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

يَا ابْنة الْكِرَام لَا بدّ أَن تحمليني مَعَك فَإِنِّي لَا أُطِيق الْمَشْي فَحَملته على غارب بَعِيرهَا فَكَانَ يجنح إِلَيْهَا فَيدْخل رَأسه فِي خدرها فيقبلها فَإِذا امْتنعت مَال هودجها فَتَقول: عقرت بَعِيري فَانْزِل. . وَكَانَ الفرزدق أروى النَّاس لأخبار امْرِئ الْقَيْس وأشعاره وَذَلِكَ أَن امْرأ الْقَيْس رأى من أَبِيه جفوة فلحق بِعَمِّهِ شُرَحْبِيل بن الْحَارِث وَكَانَ مسترضعاً فِي بني دارم فَأَقَامَ فيهم. وهم رَهْط الفرزدق. انْتهى.
وَقد روى أَيْضا خبر هَذَا الْيَوْم أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن عَليّ الْخَطِيب التبريزي فِي شرح هَذِه الْمُعَلقَة)
على وَجه مُجمل.
وترجمة امْرِئ الْقَيْس تقدّمت فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ.
وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ
(فَأَنت طَلَاق ... وَالطَّلَاق أليّة ثَلَاثًا وَمن يخرق أعق وأظلم)
على أَن الْوَاو فِي قَوْله: وَالطَّلَاق ألية اعتراضية وَالْجُمْلَة اعْتِرَاض للتقوية والتسديد بَين قَوْله: فَأَنت والأليّة: الْيَمين. أَرَادَ أَن الطَّلَاق يلْزم الْمُطلق كَمَا يلْزم الْوَفَاء

الصفحة 459