كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 3)

بمضمون الْيَمين. وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة: وَالطَّلَاق عَزِيمَة وَوَقع فِي أَكثر النّسخ المصراع الأول فَقَط اكْتِفَاء بشهرة الشّعْر.
وَقد نقل السعد كَلَام الشَّارِح هُنَا فِي بحث الْجُمْلَة الحالية من المطوّل قَالَ الفناري فِي حَاشِيَته: قَوْله: فَأَنت طَالِق وَالطَّلَاق ألية آخِره: بهاء الْمَرْء ينجو من شباك الطوامث.
الشباك: الحبائل. والطوامث: الحيّض من طمثت الْمَرْأَة: حَاضَت. وَفِي وَقع هَذِه الْجُمْلَة متوسطة بَين أَجزَاء كَلَام وَاحِد كَمَا هُوَ الظَّاهِر من كَلَامه نوع خَفَاء إِذْ الظَّاهِر أَن قَوْله: بهَا الْمَرْء الخ كَلَام مُسْتَقل. وَقيل: آخر المصراع الْمَذْكُور: ثَلَاثًا وَمن يخرق أعق وأظلم لَكِن الرِّوَايَة فِي هَذَا الْبَيْت عَزِيمَة مَكَان أليّ. وَلَعَلَّ فِيهِ رِوَايَة اخرى لم أطلع عَلَيْهَا. انْتهى.
وَقَالَ بَعضهم: هَذَا الِاعْتِرَاض على مَذْهَب الزَّمَخْشَرِيّ فَإِن الِاعْتِرَاض عِنْده مَا يساق لنكتة سوى رفع الْإِبْهَام. وَيكون لَا محلّ لَهَا.
وَهَذَا الْبَيْت مَبْنِيّ على مَسْأَلَة فقهية. وأوّل من تكلم عَلَيْهِ الإِمَام مُحَمَّد بن الْحسن أَو الْكسَائي على اخْتِلَاف سَيذكرُ.
وَنقل ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي الْجَواب وَبحث فِيهِ وَزَاد ثمَّ تكلم عَلَيْهِ السَّيِّد معِين الدَّين الإيجي فِي رِسَالَة أفردها وَزَاد على ابْن هِشَام فِيمَا استنبطه. وكل مِنْهُمَا لم ير مَا كتبه عَلَيْهِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي الْمسَائِل القصرية وَقد تنبّه لما قَالَاه وردّه فَيَنْبَغِي أَن نورد كَلَام كل مِنْهُم على حِدة لَكِن نقدم ابْتِدَاء ذكر السَّائِل والمجيب أَولا فَنَقُول:

الصفحة 460